مثل ما أوتى موسى ، عجبا لهم! أو لم يكفروا بموسى ومن معه ، ويقولون ساحران أى : موسى وهارون تظاهرا وتعاونا ، وإنا بكل كافرون. وإن أرجعنا القول إلى الكفار من العرب والآية تحتمل هذا وذاك ـ كان المراد بقوله : ساحران أى : موسى ومحمد ونحن بكل منهما كافرون.
قل لهم يا محمد : إذا كان الأمر كذلك فأتوا بكتاب من عند الله هو أكثر هداية ، وأقوى تأثيرا ، وأحكم آيات إن كنتم صادقين ، وهذا الأمر أى «فأتوا» يشبه قولك «اصعد إلى السماء» حيث يكون الصعود محالا فهو من باب التعجيز والسخرية فإن لم يفعلوا ذلك ، ولن يفعلوه أبدا ، فاعلم أنهم يتبعون في عقائدهم الباطلة أهواءهم ، وليس هناك أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين.
ولقد وصلنا لهم القول وفصلناه وبيناه ، وأتبعنا بعضه بعضا ، وبعثنا رسولا بعد رسول كل يلائم وقته وعصره ، وكان هذا القول هو مسك الختام لأن صاحبه خير الرسل وخاتمهم وإمامهم ، وشرعه صالح لكل زمان ومكان ، وها هي الآيات تترا مؤيدة ذلك ، لعل الناس يتذكرون ويتعظون.
المؤمنون من أهل الكتاب
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (٥٥))