توجيهات في قتال الكفار
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٢٣))
المفردات :
(يَلُونَكُمْ) يتصلون بكم بالجوار وقرب الديار (غِلْظَةً) شدة وخشونة.
المعنى :
يا أيها المؤمنون قاتلوا الكفار الذين يدنون منكم ، وتتصل بلادهم ببلادكم فإن القتال شرع في الإسلام لتأمين حرية الدعوة إليه ، وتأمين سلامة دولته مع الحرية في الدين ، وأنه لا إكراه فيه أبدا ، وجبران المسلمين من الروم والفرس والقبائل العربية الخاضعة لهم كثيرا ما كانت تغير على أطراف الدولة الإسلامية ، وتؤلب القبائل ضد الدعوة المحمدية ، ولا تنسى ما فعله اليهود في خيبر وغيرها ، والدعوة الإسلامية أساسها الدعوة إلى الأقرب فالأقرب ، (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها). (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) فهي وإن كانت دعوة عامة ، وأرسل النبي إلى الناس كافة (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) أى : لأنذر العرب به ومن يبلغه القرآن في كل زمان ومكان إلا أن النبي صلىاللهعليهوسلم سار هو وأصحابه من بعده على دعوة الأقرب فالأقرب وقتال الأقرب فالأقرب ، ولهذا حكم سياسية واقتصادية وحربية يعرفها أصحاب الحروب والدعوات.
يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ، وليجدوا فيكم غلظة وشدة ويقابلوا فيكم قوما أولى بأس وعزيمة حتى تنخلع قلوبهم. وتضطرب نفوسهم فترجع إلى هدى القرآن تتفهمه.
واعلموا أن الله مع المتقين يعينهم معونة نصر ومساعدة ، والمتقون الله هم المؤمنون