الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (١٦))
المفردات :
(الْبَرْقَ) شرارة كهربائية تظهر في السماء من اتصال سحابتين مختلفتين في كهربتهما (الرَّعْدُ) هو صوت احتكاك الهواء الناشئ من تفريغ جزء منه بسبب احتراقه بالشرارة (الصَّواعِقَ) جمع صاعقة وسببها أن السحب قد تمتلئ بكهربة شديدة والأرض بكهربة أخرى مخالفة. فإذا اقتربت السحب من الأرض حصل احتكاك كهربائى تنشأ عنه صاعقة إذا صادفت شيئا أحرقته ، وللبرق والرعد والصاعقة تفسيرات أخرى لا تلتئم في ظننا مع القواعد العلمية الحديثة (يُجادِلُونَ) الجدال شدة الخصومة (الْمِحالِ) الماحلة والكيد للأعداء (ضَلالٍ) ضياع وخسارة (ظِلالُهُمْ) جمع ظل وهو الخيال المقابل للشمس الذي يظهر للجرم (بِالْغُدُوِّ) جمع غداة وهي أول النهار (وَالْآصالِ) مفردها أصيل وهو ما بين العصر إلى المغرب.
هذا امتداد لبيان صفات الله القدسية ، ووصفه بمظاهر العلم والإحاطة ، والقدرة والكمال ، وتفرده بالألوهية والربوبية.
المعنى :
هو الله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي يريكم البرق الخاطف ، والنور اللامع ، الذي يظهر فجأة ويختفى من تقارب سحابتين مختلفتين في الكهرباء ، هو الذي يسخر البرق بشيرا بمطر يطمع فيه من له حاجة إليه ، ونذيرا لمن يخاف المطر كمن في جرينه قمح أو شعير أو هو مسافر يضره المطر ، يا سبحان الله! لك في خلقك شئون ونظام.
وهو الذي ينشئ السحاب الثقال بالماء ، ويسبح الرعد بحمده تسبيحا بلسان الحال لا بلسان المقال (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) وفي المأثور عن النبي صلىاللهعليهوسلم قوله إذا سمع صوت الرعد والصواعق : «اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك» رواه البخاري وأحمد ، وتسبيح الملائكة