يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩) وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١))
المفردات :
(شِيعَتِهِ) أى : حزبه وجماعته ، وهم الإسرائيليون لأنهم تشيعوا لموسى ولمذهبه (فَاسْتَغاثَهُ) طلب منه الغوث والنصرة (فَوَكَزَهُ مُوسى) الوكز واللكز : الضرب بجمع الكف (ظَهِيراً) معينا وناصرا (يَتَرَقَّبُ) ينتظر ما ينال من جهة القتيل (يَسْتَصْرِخُهُ) يستغيث به صارخا (لَغَوِيٌ) لضال من غوى يغوى أى : ضل (يَبْطِشَ) البطش الأخذ بعنف (مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ) من أبعد جهاتها (الْمَلَأَ) الأشراف الذين يملؤون العين مهابة (يَأْتَمِرُونَ بِكَ) يتشاورون فيك ، وسميت المشاورة ائتمارا لأن كل من المستشارين يأمر الآخر.
المعنى :
نشأ موسى في بيت فرعون وتربى فيه. ولكنه إسرائيلى يجمعه معهم صلة القربى واللغة والعادة والدين ، وكان الإسرائيليون مضطهدين من فرعون وآله يسومونهم سوء العذاب. لهذا وذاك كان موسى ساخطا على معاملة القبط لبنى جنسه ، وكان يدافع عنهم بشدة حتى عرف عنه ذلك ، وأصبحوا يتشيعون له.
دخل موسى يوما المدينة التي يسكنها فرعون ـ العاصمة ـ على حين غفلة من أهلها لأنهم كانوا في القيلولة ، فوجد رجلا مصريا يأخذ بتلابيب رجل إسرائيلى ، يقال لهما : هذا من شيعته ، وهذا من عدوه ، فاستغاث العبراني بموسى ليخلصه من ظلم المصرى