يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٨٦))
المفردات :
(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ) دنا وقرب وقوع مدلول القول (دَابَّةً) كائنا حيا يدب على الأرض (فَوْجاً) جماعة (يُوزَعُونَ) في المادة معنى المنع كما تقدم في قصة سليمان والمراد هنا يمنع أولهم ويوقف حتى يتلاحقوا.
لا زال الكلام متلاحقا في البعث وإمكانه ، وبخاصة بعد ذكر بعض صفات الله كالقدرة والعلم والوحدانية والتعرض للنبوة والقرآن وكونه معجزة للنبي صلىاللهعليهوسلم.
المعنى :
وإذا وقع القول عليهم ودنا الوقت ، وقربت الساعة الفاصلة ، وحق عليهم العذاب لفساد الدنيا ، وضياع الدين وهذا يكون قبيل قيام الساعة.
وإذا دنا وقت ما وعدوا به من قيام الساعة أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ، وما هي تلك الدابة؟ وهنا انفلت خيال الكاتبين والمفسرين ، واستندوا إلى بعض أحاديث آحادية ، وأخذوا يغربون في وصفها وجسمها وكيفية خلقها. ونوعها.
وفي ظني ـ والله أعلم بكتابه ـ أن تلك الدابة هي إنسان عادى ، عالم بكتاب الله وسنة رسوله وأحكام شرعه ، يظهر في هذا الوقت الذي يقل فيه العلماء ، ويقبض فيه العلم بموتهم ، وينعدم حفظة القرآن الكريم ، ورجال الدين العاملون في هذا الوقت الذي يكثر فيه الفساد ، ويعم الجهل بأحكام الدين ، ويتخذ الناس رؤساء جهلاء يستفتونهم في دينهم فيفتونهم فيضلون ويضلون ، يا أخى لا تظن أنى متشائم بل دلائل هذا الأيام السود قد تكون ولدت ، فنحن في بلد تعتبر هي الموئل الوحيد للدين والعلم ولكن يجب أن نصارح الناس. أليس الأزهر في محنة؟! في هذه الأيام نعتنى بمحو