والاشتغال بما يفيد الدين ويغرس الخلق الفاضل ، والتعفف يكون كذلك بإضعاف الناحية البدنية من شغل الجسم بالأعمال الشاقة والرياضة البدنية العنيفة والاشتغال بالهوايات التي يهواها الشخص أيا كانت بشرط أن تكون حلالا.
ولقد جمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم العلاج بقوله : «يا معشر الشّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ومن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وجاء» والصوم علاج روحي وجسمي وحذار أيها المسلمون من الاندفاع مع دعاة الشر وأتباع الشياطين الذين ينادون بأن الكبت ضار وأن التحلل علاج ـ وقانا الله شرهم ـ :
وهذا أمر يتعلق بالنكاح أيضا وخاصة الأرقاء فقد يكون الرقيق كبير النفس واسع العقل كبير الهمة فيريد أن يشترى نفسه من سيده بمال ليكون حرّا وهذا غالبا يكون عند شعوره بالحاجة إلى الزواج ذكرا أو أنثى حتى يكون له بيت أو أولاد ويظهر والله أعلم أن هذا هو السر في وضع تلك الآية هنا.
والشرع لا يدع فرصة تمر إلا وهو يدعو بإلحاح إلى العتق ، وإلى الحرية ؛ والذين يبتغون الكتاب والمكاتبة ، ويتعاقدون مع سيدهم على إعطائه جزءا من مال منجما على أوقات ، فإذا ما وفي صار حرّا ، إن حصل هذا فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ، واستعدادا طيبا للوفاء ، وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ، وأنفقوا عليهم مما جعلكم مستخلفين فيه ، ولا تبخلوا عليهم أبدا ، ولحرص الشارع على الحرية ، وتحرير الرقاب أمر أن يعطى المكاتب ما لا يستعين به على أداء ما عليه من أقساط ، وجعل له حقّا في الصدقات (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، وَفِي الرِّقابِ) [سورة التوبة آية ٦٠] أى فك الرقاب.
وهذا علاج آخر لمرض كان شائعا مبعثه حب المال والتحكم في الرقيق ، فقد كانوا يؤجرون عبيدهم للزنى.
وجاء النهى عن تلك العادة بأسلوب شديد ، وعبارة قاسية تتناسب مع شناعة الفعلة ، فقال : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً).
ولقد نهاهم عن الإكراه ، والإكراه أشنع من الإباحة وأفظع ، وقال فتياتكم أى في سن المراهقة التي فيها الغرائز على أشد ما تكون ، من الميل إلى الفجور وعدم تقدير الأمور ، ثم أضافهن إليهم ، ومن ذا الذي يقبل أن يكره فتاته المختلطة به وبأهل بيته