رئاب ، قال : حدّثنا أبو عبد الله عليهالسلام حديثا طويلا عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال في آخره : ثمّ يقع التدابر في الاختلاف بين أمراء العرب والعجم ، فلا يزالون يختلفون إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان ـ إلى أن قال عليهالسلام ـ ثمّ يظهر أمير الأمرة وقاتل الكفرة ، السلطان المأمول ، الّذي تحير في غيبته العقول ، وهو التاسع من ولدك يا حسين ، يظهر بين الركنين ، يظهر على الثقلين ، ولا يترك في الأرض الأدنين ، طوبى للمؤمنين الّذين أدركوا زمانه ولحقوا أوانه ، وشهدوا أيّامه ، ولاقوا أقوامه (١).
٣٧٨ ـ روى الشيخ الطوسيّ ، بإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث له حتّى انتهى إلى مسجد الكوفة ، وكان مبنيّا بخزف ودنان وطين ، فقال : ويل لمن هدمك ، وويل لمن سهّل هدمك ، وويل لبانيك بالمطبوخ ، المغيّر قبلة نوح ، طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي ، اولئك خيار الأمّة مع أبرار العترة (٢).
٣٧٩ ـ روى الطوسي بإسناده عن الحسن بن زيد بن عليّ ، قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام عن سنّ جدّنا عليّ بن الحسين عليهالسلام فقال : أخبرني أبي ، عن أبيه عليّ بن الحسين عليهمالسلام قال : كنت امشي خلف عمّي الحسن وأبي الحسين عليهماالسلام في بعض طرقات المدينة في العامّ الّذي قبض فيه عمّي الحسن عليهالسلام ، وأنا يومئذ غلام لم أراهق أو كدت ، فلقيهما جابر بن عبد الله وأنس بن مالك الأنصاريّان في جماعة من قريش والأنصار ، فما تمالك جابر بن عبد الله حتّى أكبّ على أيديهما وأرجلهما يقبّلهما ، فقال رجل من قريش كان نسيبا لمروان : أتصنع هذا يا أبا عبد الله وأنت في سنّك هذا وموضعك من صحبة رسول الله ، وكان جابر قد شهد بدرا ، فقال له : إليك عنّي ، فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم لقبّلت ما تحت أقدامهما من التراب.
ثمّ أقبل جابر على أنس بن مالك فقال : يا أبا حمزة ، أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآله فيهما بأمر ما ظننته أنّه يكون في بشر ، قال له أنس : وبما ذا أخبرك يا أبا عبد الله؟
قال عليّ بن الحسين : فانطلق الحسن والحسين عليهمالسلام ووقفت أنا أسمع محاورة
__________________
(١) الغيبة لابن شاذان ؛ وعنه : كشف الأستار للنوري ٢٢١.
(٢) الغيبة للطوسيّ ٢٨٣ ؛ بحار الأنوار ٥٢ / ٣٣٢.