ولأنصرنّه بجندي ، ولأمدّنّه بملائكتي حتّى يعلن دعوتي ، ويجمع الخلق على توحيدي ، ثمّ لأديمنّ ملكه ، ولأداولنّ الأيّام بين أوليائي إلى يوم القيامة ، والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة على نبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين وسلّم تسليما (١).
٤٤٠ ـ روى العلّامة الحمويني ـ من علماء العامّة ـ بسنده عن أبي سلمى راعي إبل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جلّ جلاله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) قلت : «والمؤمنون» قال : صدقت يا محمّد ، من خلّفت في أمّتك؟
قلت : خيرها ، قال : عليّ بن أبي طالب؟ قلت : نعم يا ربّ.
قال : يا محمّد ، إنّي اطّلعت على الأرض اطّلاعة فاخترتك منها ، فشققت لك اسما من أسمائي ، فلا أذكر إلّا ذكرت معي ، فأنا المحمود وأنت محمّد ، ثمّ اطّلعت الثانية ، فاخترت منها عليّا وشققت له اسما من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو عليّ.
يا محمّد إنّي خلقتك وخلقت عليّا وفاطمة والحسن والحسين والائمّة من ولده من شبح نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السموات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.
يا محمّد لو أنّ عبدا من عبيدي عبدني حتّى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي ، ثمّ أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتّى يقرّ بولايتكم ، يا محمّد أتحبّ أن تراهم؟
قلت : نعم ، يا ربّ.
فقال لي : التفت عن يمين العرش ، فالتفتّ فإذا أنا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والمهديّ في ضحضاح من نور قياما يصلّون ، وهو في وسطهم يعني المهديّ ، كأنّه كوكب درّيّ.
وقال : يا محمّد هؤلاء الحجج ، وهو الثائر من عترتك ، وعزّتي وجلالي ، إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي ، والمنتقم من أعدائي (٢).
__________________
(١) كمال الدّين ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٦ ح ١.
(٢) فرائد السمطين ٢ / ٧٧ ح ٥٧١.