إنّ جبرئيل أتاني فأقرأني من ربّي السلام وقال : يا محمّد إنّ الله عزوجل اختار من بني هاشم سبعة ، لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي ، أنت يا رسول الله سيّد النبيّين ، وعليّ بن أبي طالب وصيّك سيّد الوصيّين ، والحسن والحسين سبطاك سيّدا الأسباط ، وحمزة عمّك سيّد الشهداء ، وجعفر ابن عمّك الطيّار في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، ومنكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض من ذرّية عليّ وفاطمة ، من ولد الحسين (١).
٧٣٤ ـ روى الحافظ الطبرانيّ بإسناده عن سفيان بن عيينة ، عن عليّ بن عليّ المكّيّ الهلاليّ ، عن أبيه قال : قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله في شكاته الّتي قبض فيها ، فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه ، قال : فبكت حتّى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوآله طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الّذي يبكيك؟ فقالت أخشى الضيعة من بعدك.
فقال : يا حبيبتي أما علمت أنّ الله عزوجل اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إليّ أن أنكحك إيّاه ، يا فاطمة : ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ، ولا يعطى أحد بعدنا : أنا خاتم النبيّين وأكرم النبيّين على الله ، وأحبّ المخلوقين إلى الله عزوجل وأنا أبوك ، ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله وهو عمّك حمزة بن عبد المطّلب ، وهو عمّ أبيك وعمّ بعلك ، ومنّا من له جناحان أخضران يطير في الجنّة مع الملائكة حيث يشاء ، وهو ابن عمّ أبيك وأخو بعلك ، ومنّا سبطا هذه الامّة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما ـ والّذي بعثني بالحقّ ـ خير منهما.
يا فاطمة ، والّذي بعثني بالحقّ إنّ منهما مهديّ هذه الامّة ، إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا ، وتظاهرت الفتن ، وتقطّعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، ولا صغير يوقّر كبيرا ، فيبعث الله عزوجل عند ذلك منهما من يفتتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا ، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوّل الزمان ، ويملأ الدنيا
__________________
(١) الكافي ٨ / ٤٩ ح ١٠.