يسلّطهم الله عليهم بلا رحمة ، فيقتلونهم هرجا على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية جزاء بما عملوا ، وما ربّك بظلّام للعبيد (١).
٨٦٢ ـ روى الطيالسيّ بإسناده عن قتادة ، عن أنس قال : حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يحدّثكموه أحد سمعه من رسول الله صلىاللهعليهوآله بعدي ، سمعته يقول : إنّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويشرب الخمر ، ويظهر الزنا ، ويقلّ الرجال ويكثر النساء ، حتّى يكون في خمسين امرأة القيّم الواحد (٢).
٨٦٣ ـ روى العلّامة ابن ميثم البحرانيّ مرسلا عن عليّ عليهالسلام من خطبة خطبها عليهالسلام في البصرة بعد ما فتحها ، روي أنّه لما فرغ من حرب الجمل أمر مناديا ينادي في أهل البصرة أنّ الصلاة جامعة لثلاثة أيّام من غد إن شاء الله ، ولا عذر لمن تخلّف إلّا من حجّة أو علّة ، فلا تجعلوا على أنفسكم سبيلا ، فلمّا كان في اليوم الّذي اجتمعوا فيه ، خرج فصلّى في الناس الغداة في المسجد الجامع ، فلمّا قضى صلاته قام فأسند ظهره إلى حائط القبلة عن يمين المصلّى فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله واستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، ثمّ قال : يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله تمام الرابعة.
يا جند المرأة وأعوان البهيمة ، رغا فأجبتم ، وعقر فهربتم (فانهزمتم) ، أخلاقكم دقاق ، وماؤكم زعاق ، بلادكم أنتن بلاد الله تربة ، وأبعدها من السماء ، بها تسعة أعشار الشرّ ، المحتبس فيها بذنبه ، والخارج منها بعفو الله ، كأنّي انظر إلى قريتكم هذه وقد طبّقها الماء حتّى ما يرى منها إلّا شرف المسجد كأنّه جؤجؤ طير في لجّة بحر.
فقام إليه الأحنف بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين ومتى يكون ذلك؟
قال : يا أبا بحر ، إنّك لن تدرك ذلك الزمان ، وإنّ بينك وبينه لقرونا ، ولكن ليبلّغ الشاهد منكم الغائب عنكم لكي يبلّغوا إخوانهم إذا هم بلغوا البصرة قد تحوّلت أخصاصها دورا وآجامها قصورا ، فالهرب الهرب فانّه لا بصيرة لكم يومئذ.
__________________
(١) الغيبة للنعمانيّ ٢٥٣ ـ ٢٥٧ ح ١٣ ؛ بحار الأنوار ٥٢ ـ ٢٣٠.
(٢) مسند الطيالسيّ ٢٦٦ ح ١٩٨٤.