ملكه المؤمن ، ويقوى في سلطانه الفاسق ، ويجعل المال بين أنصاره دولا ، ويتّخذ عباد الله خولا ، يدرس في سلطانه الحقّ ، ويظهر الباطل ، ويقتل من ناواه على الحقّ ، ويدين من والاه على الباطل ، فكذلك حتّى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر وجهل من الناس ، يؤيّده الله بملائكته ، ويعصم أنصاره ، وينصره بآياته ، ويظهره على أهل الأرض حتّى يدينوا طوعا وكرها ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ونورا وبرهانا ، يدين له عرض البلاد وطولها ، لا يبقى كافر إلّا آمن به ، ولا طالح إلّا صلح ، وتصطلح في ملكه السباع ، وتخرج الأرض نبتها ، وتنزل السماء بركتها ، وتظهر له الكنوز ، يملك ما بين الخافقين أربعين يوما ، فطوبى لمن أدرك أيّامه وسمع كلامه (١).
١٠٠٦ ـ روى أبو الفرج الأصبهانيّ بإسناده عن الشعبيّ ، عن سفيان بن أبي ليلى ، قال : أتيت الحسن بن عليّ حين بايع معاوية ، فوجدته بفناء داره وعنده رهط ، فقلت : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين ، فقال : عليك السلام يا سفيان ، انزل ، فنزلت فعقلت راحلتي ، ثمّ أتيته فجلست إليه ، فقال : كيف قلت يا سفيان؟ فقلت : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين! فقال : ما جرّ هذا منك إلينا؟ فقال : أنت والله ، بأبي أنت وامّي ، أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة ، وسلّمت الأمر إلى اللعين ابن اللعين ابن آكلة الأكباد ، ومعك مائة ألف ، كلّهم يموت دونك ، وقد جمع الله لك أمر الناس.
فقال : يا سفيان ، إنّا أهل بيت إذا علمنا الحقّ تمسّكنا به ، وإنّي سمعت عليّا يقول :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا تذهب الليالي والأيّام حتّى يجتمع أمر هذه الأمّة على رجل واسع السرم ، ضخم البلعوم ، يأكل ولا يشبع ، لا ينظر الله إليه ، ولا يموت حتّى لا يكون له في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر ، وانّه لمعاوية ، وإنّي عرفت أنّ الله بالغ أمره.
ثمّ أذّن المؤذّن ، فقمنا على حالب يحلب ناقة ، فتناول الإناء فشرب قائما ثمّ سقاني ، فخرجنا نمشي إلى المسجد ، فقال لي :
ما جاءنا بك يا سفيان؟ قلت : حبّكم والّذي بعث محمّدا بالهدى ودين الحقّ. قال :
فأبشر يا سفيان ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : يرد عليّ الحوض أهل بيتي ومن
__________________
(١) الاحتجاج ٢ / ٢٩٠ ؛ بحار الأنوار ٤٤ / ٢٠ ؛ منن الرحمن ٢ / ٤٢.