نور العلم الّذي حبوناه به ، جاء يوم القيامة على رأسه تاج من نور يضيء لجميع أهل العرصات ، وحلّة لا تقوّم لأقلّ سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثمّ ينادي مناد : يا عباد الله هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمّد ، ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله ، فليتشبّث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزهة الجنان ، فيخرج كلّ من كان علمه في الدنيا خيرا ، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا ، أو أوضح له عن شبهة (١).
١٠٤٧ ـ وبهذا الإسناد عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليهماالسلام ، قال : قال الحسن ابن عليّ عليهماالسلام : فضل كافل يتيم آل محمّد المنقطع عن مواليه ، الناشب في رتبة الجهل ، يخرجه من جهله ويوضّح له ما اشتبه عليه ، على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه كفضل الشمس على السماء (٢).
١٠٤٨ ـ وبهذا الإسناد عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليهماالسلام ، قال : قال الحسين بن عليّ عليهماالسلام : من كفل لنا يتيما قطعته عنّا محنتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا الّتي سقطت إليه حتّى أرشده وهداه ، قال الله عزوجل : أيّها العبد الكريم المواسي لأخيه ، أنا أولى بالكرم منك ، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كلّ حرف علّمه ألف ألف قصر ، وضمّوا إليها ما يليق بها من سائر النعيم (٣).
١٠٤٩ ـ وبهذا الإسناد عنه عليهالسلام ، قال : قال محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام : العالم كمن معه شمعة تضيء للناس ، فكلّ من أبصر بشمعته دعا بخير ، كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة ، فكلّ من أضاءت له فخرج بها من حيرة ، أو نجا بها من جهل ، فهو من عتقائه من النار ، والله يعوّضه عن ذلك بكلّ شعرة لمن أعتقه ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار على الوجه الّذي أمر الله عزوجل به ، بل تلك الصدقة وبال على صاحبها ، لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة الف ركعة يصلّيها من بين يدي الكعبة (٤).
١٠٥٠ ـ وبهذا الإسناد عنه عليهالسلام ، قال : قال جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام : علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الّذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلّط عليهم إبليس وشيعته والنواصب ، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا ، كان
__________________
(١ و ٢ و ٣ و ٤) ـ الاحتجاج ١ / ٦ ـ ١٣.