١٠٥٨ ـ وقال أبو محمّد عليهالسلام : قالت فاطمة عليهاالسلام وقد اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شيء من أمر الدّين ، إحداهما معاندة والاخرى مؤمنة ، ففتحت على المؤمنة حجّتها فاستظهرت على المعاندة ، ففرحت فرحا شديدا ، فقالت فاطمة : إنّ فرح الملائكة باستظهارك عليها أشدّ عليها من فرحك ، وإنّ حزن الشيطان ومردته بحزنها عنك أشدّ من حزنها ، وانّ الله عزوجل قال للملائكة : أوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف ممّا كنت أعددت لها ، واجعلوا هذه سنّة في كلّ من يفتح على أسير مسكين فيغلب معاندا مثل ألف ألف ما كان له معدّا من الجنان (١).
١٠٥٩ ـ وقال أبو محمّد عليهماالسلام : قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وقد حمل إليه رجل هدية فقال له : أيّما أحبّ إليك أن أردّ عليك بدلها عشرين ضعفا ـ يعني عشرين ألف درهم ـ أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلانا الناصبيّ في قريتك ، تنقذ به ضعفاء أهل قريتك؟ إن أحسنت الاختيار جمعت لك الأمرين ، وان أسأت الاختيار خيّرتك لتأخذ أيّهما شئت. فقال : يا ابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لاولئك الضعفاء من يده قدره عشرون ألف درهم؟ قال : بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرّة. قال : يا ابن رسول الله فكيف أختار الأدون بل أختار الأفضل ، الكلمة الّتي أقهر بها عدوّ الله وأذوده عن أوليائه.
فقال الحسن بن عليّ عليهماالسلام : قد أحسنت الاختيار ، وعلّمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل ، فاتّصل خبره به ، فقال له حين حضر معه : يا عبد الله ما ربح أحد مثل ربحك ، ولا اكتسب أحد من الأودّاء مثل ما اكتسبت مودّة الله أوّلا ومودّة محمّد وعليّ ثانيا ، ومودّة الطيّبين من آلهما ثالثا ، ومودّة ملائكة الله تعالى المقرّبين رابعا ، ومودّة إخوانك المؤمنين خامسا ، واكتسبت بعدد كلّ مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرّة ، فهنيئا لك هنيئا (٢).
١٠٦٠ ـ وقال أبو محمّد عليهماالسلام : قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : من كان همّه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين حميّة لنا أهل البيت ، يكسرهم عنهم ، ويكشف عن
__________________
(١ و ٢) ـ الاحتجاج ١ / ٦ ـ ١٣.