ولكنّهم الّذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها ، اولئك هم الأفضلون عند الله عزوجل (١).
١٠٥٥ ـ وعن الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ عليهالسلام قال : يأتي علماء شيعتنا القوّامون بضعفاء محبّينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والأنوار تسطع من تيجانهم ، على رأس كلّ واحد منهم تاج بهاء ، قد انبثّت تلك الأنوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة الف سنة ، فشعاع تيجانهم ينبثّ فيها كلّها ، فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ومن ظلمة الجهل علّموه ، ومن حيرة التيه أخرجوه إلّا تعلّق بشعبة من أنوارهم ، فرفعتهم إلى العلوّ حتّى تحاذى بهم فوق الجنان ، ثمّ ينزلهم على منازلهم المعدّة في جوار استاديهم ومعلّميهم ، وبحضرة أئمّتهم الّذين كانوا إليهم يدعون ، ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلّا عميت عينه وأصمّت اذنه وأخرس لسانه وتحوّل عليه أشدّ من لهب النيران ، فيحملهم حتّى يدفعهم إلى الزبانية فيدعّونهم إلى سواء الجحيم (٢).
١٠٥٦ ـ وقال أيضا أبو محمّد الحسن العسكريّ عليهماالسلام : إنّ محبّي آل محمّد صلىاللهعليهوآله مساكين ، مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقراء ، وهم الّذين سكنت جوارحهم وضعفت قواهم من مقاتلة أعداء الله الّذين يعيّرونهم بدينهم ويسفّهون أحلامهم ، ألا فمن قوّاهم بفقهه وعلمه حتّى أزال مسكنتهم ، ثمّ يسلّطهم على الأعداء الظاهرين النواصب ، وعلى الأعداء الباطنين إبليس ومردته حتّى يهزموهم عن دين الله يذودوهم عن أولياء آل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حوّل الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم ، قضى الله تعالى بذلك قضاء حقّا على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣).
١٠٥٧ ـ وقال أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليهماالسلام : قال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : من قوّى مسكينا في دينه ضعيفا في معرفته ، على ناصب مخالف فأفحمه ، لقّنه الله تعالى يوم يدلى في قبره أن يقول : الله ربّي ، ومحمّد نبيّي ، وعليّ وليّي ، والكعبة قبلتي ، والقرآن بهجتي وعدّتي ، والمؤمنون إخواني. فيقول الله : أدليت بالحجّة فوجبت لك أعالي درجات الجنّة ، فيتحوّل عليه قبره أنزه رياض الجنّة (٤).
__________________
(١ و ٢ و ٣) ـ الاحتجاج ١ / ٦ ـ ١٣.
(٤) الاحتجاج ١ / ٦ ـ ١٣.