صلّيت قام عيسى حتّى جلس في المقام فيبايعه ، فيمكث أربعين سنة (١).
٧١ ـ أتى يهوديّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقام بين يديه يحدّ النظر إليه ، فقال : يا يهوديّ ما حاجتك؟ قال : أنت أفضل من موسى بن عمران النبيّ الّذي كلّمه الله وأنزل عليه التوراة والعصا ، وفلق له البحر ، وأظلّه بالغمام؟ فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّه يكره للعبد أن يزكّي نفسه ، ولكنّي أقول إنّ آدم عليهالسلام ، لمّا أصاب الخطيئة ، كانت توبته أن قال : اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا غفرت لي ، فغفرها الله له ، وإنّ نوحا لمّا ركب في السفينة وخاف الغرق قال : اللهمّ إنّي أسألك بحق محمّد وآل محمّد لمّا أنجيتني من الغرق ، فنجّاه الله عنه ، وإنّ إبراهيم عليهالسلام لمّا ألقي في النار قال : اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا أنجيتني منها ، فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، وإنّ موسى عليهالسلام لمّا ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لمّا آمنتني ، فقال الله جل جلاله : لا تخف إنّك أنت الأعلى ، يا يهودي ، إنّ موسى لو أدركني ثمّ لم يؤمن بي وبنبوّتي ، ما نفعه إيمانه شيئا ، ولا نفعته النبوّة ، يا يهوديّ ومن ذرّيتي المهديّ ، إذا خرج نزل عيسى ابن مريم لنصرته فقدّمه وصلّى خلفه (٢).
٧٢ ـ النعمانيّ بإسناده عن كعب الأحبار أنّه قال في حديث طويل : «ومن نسل عليّ القائم المهديّ الّذي يبدّل الأرض غير الأرض ، وبه يحتجّ عيسى ابن مريم على نصارى الروم والصين ، إنّ القائم المهديّ من نسل عليّ أشبه الناس بعيسى ابن مريم خلقا وخلقا وسمتا وهيبة ، يعطيه الله جلّ وعزّ ما أعطى الأنبياء ويزيده ويفضّله ، إنّ القائم من ولد عليّ عليهالسلام له غيبة كغيبة يوسف ، ورجعة كرجعة عيسى ابن مريم ، ثمّ يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الأحمر ، وخراب الزوراء وهي الريّ ، وخسف المزوّرة وهي بغداد ، وخروج السفياني ، وحرب ولد العباس مع فتيان أرمينية وآذربيجان ، تلك حرب يقتل فيها الوف وألوف ، كلّ يقبض على سيف محلّى تخفق عليه رايات سود ، تلك حرب يشوبها الموت
__________________
(١) البيان ٤٩٧ ب ٧ ؛ عقد الدرر ١٧ ب ١.
(٢) أمالي الصدوق ١٨١ المجلس ٣٩ ح ٤ ؛ بحار الأنوار ١٤ / ٣٤٩.