مفاد الكتاب واحد الخبرين وجوب اكرام كلّ عالم ومفاد الخبر المخالف حرمة اكرام كلّ فاسق ففى العالم الفاسق يحتاج الى التامّل فى انّ اخبار عرض مطلق الاخبار شاملة لمثل هذه المخالفة الجزئيّة امر لا فعلى الاوّل حكمه حكم الصّورة الثانية وعلى الثانى اندراج المفروض فى الترجيح بموافقة الكتاب فالترجيح بموافقة الكتاب منحصر بهذه الصّورة قوله مكاتبة عبد الله بن محمّد الواردة فى فعل ركعتى الفجر) عن علىّ بن مهزيار قال قرأت فى كتاب لعبد الله بن محمّد الى ابى الحسن ع اختلف اصحابنا فى روايتهم عن ابيعبد الله ع فى ركعتى الفجر فى السفر فروى بعضهم ان صلّهما فى المحمل وروى بعضهم ان لا تصلّهما الّا على الارض فاعلمنى كيف تصنع انت لاقتدى بك فى ذلك فوقّع عليهالسلام موسّع عليك بايّة عملت قوله (ومكاتبة الحميرى المرويّة فى الاحتجاج) كتب الى الصاحب عجّل الله فرجه يسئلنى بعض الفقهاء عن المصلّى اذا قام من التشهّد الاوّل الى الركعة الثالثة هل يجب عليه ان يكبّر فانّ بعض اصحابنا قال لا يجب عليه تكبيرة ويجوز ان يقول بحول الله وقوّته اقوم واقعد الجواب فى ذلك حديثان احدهما فانّه اذا انتقل عن حالة الى اخرى فعليه التكبير وامّا الحديث الاخر فانّه روى انّه اذا رفع رأسه من السّجدة الثانية وكبّر ثمّ جلس ثمّ قام فليس عليه فى القيام بعد القعود تكبير والتشهّد الاوّل يجرى هذا المجرى وبايّهما اخذت من باب التسليم كان صوابا قوله (ثمّ انّه يشكل الفرق بين ما ذكروه من الخلاف) قد سبق هذا فى اصل البرائة قوله (لكن فيه تأمّل كما فى اجراء التراجيح المتقدّمة) قد علمت سابقا انّ مقتضى القاعدة فى تعارض ما كان مبناه على الطريقيّة هو التوقّف والتّساقط فى الجملة والرّجوع الى الاصل العملى المطابق لاحدهما ان كان والّا فالتّخيير العقلى واجراء التّخيير والترجّيح الثّابتين فى تعارض الخبرين فى غيرهما لا وجه له ودعوى تنقيح المناط على وجه القطع كدعوى عدم الخلاف فى جريان جميع احكام الخبرين من الترجيح فى غيرهما غير مسموعة قوله وان كان الظّاهر من بعضهم) هو السّيد المجاهد ره فى المفاتيح قد تمّ كتاب تسديد القواعد فى حاشية الفرائد بعد تجديد النظر والاضافات وتجريد الكلام عمّا وقع فيه من الاعتسافات على يد مصنّفه الفقير الى رحمة ربّه البارى محمّد نجل المرحوم وحيد عصره الشيخ محمّد على الامامىّ النجفّى الخوانسارى عفى الله سبحانه عن جرائمهما وسيّئاتهما وحشرهما مع ائمّتهما وساداتهما اللهمّ احشرنا فى زمرة اوليائك المقرّبين وادخلنا فى شفاعة رسولك واوصيائه الغرّ الميامين واجعل ما كتبته خالصا لوجهك الكريم وموجبا لثوابك الجسيم فانت خير من سئل واجود من اعطى وكان الفراغ منه يوم الخميس السّابع عشر من شهر ذى الحجّة الحرام سنة سبع وستّين وثلاثمأة بعد الالف من الهجرة النّبويّة صلىاللهعليهوآلهوسلم تسليما كثيرا كثيرا والحمد لله ربّ العالمين.
قد تمّ تحرير هذا الكتاب المسمّى بـ (تسديد القواعد فى حاشية الفرائد