٧٤ ـ (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ ...) يدعونهم بالحجة. والرحمة إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم فقابلوهم بالكبرياء والبغضاء ، فصبروا وضحوا وتسامحوا ولكن قومهم رفضوا حتى رأوا العذاب.
٧٥ ـ (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ ...) تقدم بالتفصيل والتطويل في الآية ١٠٣ وما بعدها من الأعراف وبالإجمال فإن تجربة موسى (ع) مع فرعون قد أجدت فيما يعود إلى هلاك فرعون ، ولكن اليهود من بعده قد تركوا أسوأ الأثر والخبر.
٧٦ ـ (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا) وهو المعجزات المشار إليها (قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) تماما كما قالت قريش عن محمد (ص) ، أما اليوم حيث لا إيمان بالسحر فإنهم يقولون عنه فوضوي خارج على النظام.
٧٧ ـ (قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ) والحق يستهدف هداية الناس إلى الواقع (أَسِحْرٌ هذا) والسحر يزيف الواقع ويحرفه (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ) وهل يفلح المشعوذ الدجال؟
٧٨ ـ (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا) تصرفنا (عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) هذه معزوفة يرددها من يحافظ على الأوضاع الفاسدة التي تضمن له منافعه ومكاسبه ... فالمسألة مسألة خوف على المصالح والسلطان ، لا مسألة آباء وأصنام (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ) هذا قول فرعون وجلاوزته لموسى وأخيه (ع) ، وبهذا يفصح فرعون وملأه عن تخوفهم على ملكهم وطغيانهم ، ولذا قالوا (وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) بل مقاومين ومحاربين دفاعا عن منافعنا وامتيازاتنا ٧٩ ـ (وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) وهو لا يعلم ما يخبئ الدهر له.
٨٠ ـ (فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى) مستخفا
____________________________________
الإعراب : المصدر المنسبك من (لِيُؤْمِنُوا) متعلق بمحذوف خبرا لكانوا أي فما كانوا مريدين للايمان. ومفعول أتقولون جملة محذوفة أي أتقولون للحق هو سحر ، ثم استأنف مستنكرا أسحر هدا ، وسحر خبر مقدم ، وهذا مبتدأ مؤخر ، والجملة لا محل لها من الاعراب. وتكون عطفا على لتلفتنا ، والكبرياء اسم تكون ، ولكما خبرها ، وفي الأرض متعلق بالكبرياء. و (بِمُؤْمِنِينَ) الباء زائدة اعرابا ، ومؤمنون خبر نحن.