٣٩ ـ ٤٠ ـ (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) كانوا في الدنيا ينافقون ويحتالون ، فيقال لهم غدا : ادرأوا العذاب عنكم بالحيلة والغيلة كما كنتم تفعلون في الحياة الدنيا.
٤١ ـ ٤٣ ـ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) انتقل سبحانه من الترهيب إلى الترغيب ، من عذاب الأشرار إلى ثواب الأخيار.
٤٤ ـ ٤٥ ـ (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ولا يستعمل سبحانه كلمة الإحسان ومشتقاتها إلا في الخير والكمال ، وكلمة السوء إلا في الشر والنقص ، والجزاء من نوع العمل عند أهل الحق والعدل ، ثم هدد سبحانه الذين يعيشون على اللصوصية والاحتيال بقوله :
٤٦ ـ ٤٧ ـ (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) أي انكم معذبون ، لأن الله أعدّ للمجرمين عذابا أليما.
٤٨ ـ ٤٩ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) الركوع لله سبحانه يرمز للخضوع والتسليم بالحق وهم أعدى أعدائه ولكن من صارع الحق صرعه.
٥٠ ـ (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) القرآن لا يأمر إلا بخير ، ولا ينهى إلا عن شر ، ومعنى هذا أن من كفر به فقد كفر بالخير لأنه خير ، وآمن بالشر لأنه شر من حيث يريد أو لا يريد.
سورة النّبأ
مكيّة وهي أربعون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (عَمَ) الأصل كلمتان : عن وما ، فأدغمت النون في الميم ، وحذفت الألف فصارت عمّ للاستفهام (يَتَساءَلُونَ) يسأل المشركون بعضهم بعضا.
٢ ـ (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) والمراد به هنا البعث.
___________________________________
الإعراب : (عَمَ) كلمتان : عن وما وأدغمت الميم بالنون ، وحذفت الألف للفرق بين الاستفهام والخبر ، ومثلها مم ويم ولم والى م وعلى م وحتى م ، وعم متعلق بيتساءلون. و (عَنِ النَّبَإِ) متعلق بمقدر كأن سائلا يسأل : عن أي شيء يتساءلون بأجابه سبحانه (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) أي يتساءلون عن النبأ العظيم. و (الَّذِي) صفة للنبإ. و (كَلَّا) حرف ردع وزجر. و (أَزْواجاً) حال.