٨٨ ـ (وَقِيلِهِ) مصدر تماما كالقول ، ـ الضمير يعود إلى النبي (ص) : (يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ) القوم الذين بعثتني إليهم لم يستجيبوا لدعوتي ، فأجابه سبحانه بقوله : ٨٩ ـ (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ) تألفهم بالعفو (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ما يحل بهم حين يلقون جزاءهم المحتوم.
سورة الدّخان
مكيّة وهي تسع وخمسون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (حم) تقدم في أول البقرة.
٢ ـ (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) الواضح.
٣ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) وإذا قرأنا هذه الآية معطوفة عليها آية (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وآية (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) ـ ١٨٥ البقرة» ـ تبين لنا أن هذه الليلة المباركة بنزول القرآن هي ليلة القدر ، وانها إحدى ليالي شهر رمضان المبارك.
٤ ـ (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) يفرق يبين ، وضمير فيها ليلة القدر ، وحكيم : محكم ، وكل أمر هنا وفي سورة إنا أنزلناه يعم ويشمل كل شيء ، ونسكت عن التفصيل الذي سكت عنه التنزيل.
٥ ـ ٧ ـ (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) أرسل سبحانه محمدا رحمة للعالمين كما في الآية ١٠٧ من الأنبياء ، ورحمة محمد (ص) من رحمة القرآن التي عمّت الأرض شرقا وغربا (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) إن كانت لكم عقول تؤمن وتوقن بالحق ودلائله القائمة في كل شيء من أشياء الكون.
٨ ـ (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) بيده أرزاق الخلائق وأرواحهم ولا أحد يهب الحياة ويسلبها إلا هو (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ) فكيف تلجئون إلى غيره
___________________________________
الإعراب : (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) الواو للقسم ، وجملة (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) جواب القسم ، وقال صاحب مجمع البيان : لا يجوز ذلك لأنك لا تقسم بالشيء على نفسه ... ويرده ان القسم وقع على وقت نزوله لا عليه بالذات. و (أَمْراً) نصب على الاختصاص أي أعني بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا. و (رَحْمَةً) مفعول من أجله لمرسلين أو لأنزلناه. و (رَبُّكُمْ) أي هو ربكم.