البحث
البحث في التفسير المبين
٤٤ ـ (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ) التي منها خلقنا ، وإليها نعود ، ومنها نخرج تارة أخرى مسرعين .. ولكن إلى أين؟ إلى اللهو واللعب ، أو إلى إثارة الفتن والشغب ، أو الخداع واللصوصية ، أو الدعايات الغادرة الفاجرة؟ كلا ، بل إلى الوقوف بين يدي جبار قهار ، لنقاش الحساب على الفساد وظلم العباد ، والسلب والنهب ، والحقد والغش ، وتشريد الشعوب وامتصاص الدماء ...
٤٥ ـ (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ) ويخدعون ويذيعون من أباطيل وأضاليل ، وما عليك أيها النبي أو النائب عنه إلّا أن تجهر بكلمة الحق ، وتجاهد بها من غير هوادة ، فإن استجابوا وإلا فالحق لهم بالمرصاد ، ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.
سورة الذّاريات
مكيّة وهي ستون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ ٤ ـ (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) الوقر بكسر الواو : الحمل ، والمراد به هنا السحاب المثقل بالماء ، وفي تفسير هذه الأوصاف آراء وأقوال ، وفي رأينا أنها بالكامل للرياح ، فهي تذرو الغبار وما أشبه ، وتحمل السحاب الممطر ، وتجري بيسر وسهولة ، وتقسم أو توزع السحاب على البلاد (سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ) ـ ٥٧ الأعراف» وأقسم سبحانه بالرياح ، لأن له أن يقسم بما يشاء من خلقه ، ولا يسوغ لأحد أن يقسم إلّا بالله.
٥ ـ ٦ ـ (إِنَّما تُوعَدُونَ) من النشر والحشر (لَصادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) المراد بالدين هنا الحساب والجزاء.
٧ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) والحبك : الإحكام تقول : حبكه أي أحكمه ، وفي الكواكب حسن وجمال إضافة إلى النظام والإحكام.
٨ ـ (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) الخطاب لمن كذّب الصادق الأمين (ص) وأقوالهم فيه متنافرة لا تلتئم ولا تنسجم.
٩ ـ (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) يصرف عن القرآن والهدى من صرفه الجهل والهوى.
١٠ ـ (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) لعن المرتابون في الحق والبعث.
١١ ـ (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) غمرهم الجهل والضلال ، فسهوا عن الحق وأهله.
___________________________________
الإعراب : (يَوْمَ تَشَقَّقُ) يوم متعلق بالمصير. و (سِراعاً) جمع سريع ، وهو حال من ضمير عنهم والعامل تشقق. (وَالذَّارِياتِ) الواو للقسم. و (ذَرْواً) مفعول مطلق. (وِقْراً) مفعول به. (يُسْراً) صفة لمفعول مطلق مقدر أي جريا يسيرا. (أَمْراً) مفعول به. وانما توعدون «انما» كلمتان «ان» التي تنصب الاسم وترفع الخبر و «ما» الموصولة ، والعائد محذوف أي ان الذي توعدونه من الحساب والجزاء ، والجملة جواب القسم في والذاريات. والسماء الواو للقسم. و (إِنَّكُمْ) جوابه. وضمير عنه يعود الى الدين.