نوحا هاديا ونذيرا.
٢٧ ـ (فَقالَ الْمَلَأُ) الرؤساء والأدعياء : (ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا) فكيف اختارك الله من دوننا؟ (وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا) الذين لا جاه لهم ولا مال (بادِيَ الرَّأْيِ) أوله من غير نظر وروية.
٢٨ ـ ٣٠ ـ (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي) ليس المهم أن تؤمن بي الشخصيات المرموقة البارزة بل المهم أن أكون محقا في دعوتي ورسالتي (وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ) النبوة (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) خفيت عليكم (أَنُلْزِمُكُمُوها) أنكرهكم على قبولها (وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ...) طلب جبابرة البغي من نوح أن يطرد المستضعفين أنفة من الاجتماع معهم ، فأبى خوفا من الله.
٣١ ـ (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) حتى أوزع الأرزاق على عباده (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) حتى أخبركم بما كان ويكون (وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) حتى تكذبوني فيما أقول (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً) على إيمانهم وأعمالهم ، لا لشيء إلا لأنهم فقراء ، (إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) إن قلت شيئا من ذلك.
اللغة : الرذل الحقير ، وجمعه أرذل ، مثل كلب وأكلب ، وأراذل جمع الجمع مثل أكالب جمع لأكلب. وبادي الرأي أوله أي قبل التأمل ... وأرأيتم أي أخبروني. وعميت خفيت. وأ نلزمكموها أي أنكرهكم عليها.
____________________________________
الإعراب : (بَشَراً) مفعول ثان لنراك ان كانت الرؤية قلبية ، وحال من كاف نراك ان كانت بصرية. و (مِثْلَنا) صفة للبشر. و (هُمْ أَراذِلُنا) مبتدأ وخبر. و (بادِيَ الرَّأْيِ) ظرف زمان أي وقت حدوث أول الرأي ، وهو منصوب باتبعك. (وَآتانِي) تحتاج الى مفعولين لأنها بمعنى أعطاني ، وياء المتكلم مفعول أول ، ورحمة مفعول ثان. وأ نلزمكموها تتعدى أيضا الى مفعولين والأول هنا كاف الخطاب ، والثاني ضمير الغائب ، وكلاهما متصلان ، ويجوز فصل الثاني ، فتقول ، أنلزمكم إياها. وقد اجتمع في أنلزمكموها ثلاثة ضمائر : ضمير المتكلم والمخاطب والغائب. (تَذَكَّرُونَ) وأصلها تتذكرون.