١٠٥ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ ...) أولئك إشارة إلى الأخسرين أعمالا ، سواء أكفروا بالله واليوم الآخر من الأساس ، أم آمنوا بهما ، ولكن رأوا سيئاتهم حسنات وجهالاتهم بينات.
١٠٦ ـ (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً) وكل من يدعي العلم بدين الله كذبا وافتراء فهو والساخرين الهازئين بآيات الله ورسله ـ بمنزلة سواء عند الله.
١٠٧ ـ ١٠٨ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) بعد تهديد الكافر بعذاب أليم وعد سبحانه المؤمن العامل بجنات النعيم ، على سنة الله في الترغيب والترهيب.
١٠٩ ـ (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي) البحر هنا : الجنس يشمل كل البحار ، والمداد : الحبر وكلماته تعالى : قدرته على إيجاد الشيء لا من شيء (لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) أي زدنا على البحر أضعافا مضاعفة ، ذلك بأن الكون ومن فيه وما فيه من فيض قدرته تعالى ، وهي غير ذاته التي لا أول لأولها ولا آخر لآخرها.
١١٠ ـ (قُلْ) يا محمد : (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) فلا تقولوا ما قاله النصارى في المسيح بن مريم ، ولا أمتاز عنكم بشيء إلا أنه (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ) وإلهي (إِلهٌ واحِدٌ) يستوي عنده كل البشر في الحقوق والواجبات لا فضل أو امتياز إلا بالتقوى والعمل الصالح النافع (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) ويبتغي عنده مقاما محمودا (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) ومنه كف الأذى عن الناس (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) ومن الشرك بالله أن يعبد المرء هواه. أللهمّ أنت الواحد بلا شريك ، والمالك بلا تمليك ، نسألك العون على طاعتك وشكرك بالنبي وآله عليه وعليهم أفضل الصلوات.
اللغة : نزلا ما يهيّؤ للنزيل ، وهو الضيف. وأيضا يطلق على المنزل.
___________________________________
الإعراب : و (وَزْناً) مفعول (نُقِيمُ) أي فلا نجعل لهم ثقلا ، وقال أبو البقاء : تمييز أو حال. وذلك مبتدأ و (جَزاؤُهُمْ) خبر ، و (جَهَنَّمُ) بدل من (جَزاؤُهُمْ). (خالِدِينَ) حال. و (مَدَداً) تمييز.