الظلم والعدوان (وَوُضِعَ الْكِتابُ) كتاب الأعمال وصفحاته (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ) وهم نواب الأنبياء في البيان والتبليغ ، فيشهد النبي على نائبه أنه أخذ العلم منه ليعمل به ويبلغه إلى الناس ، ثم يشهد العالم النائب بدوره عليهم أنه علم وبلغ ، فيقضي الله بين الخلق بالحق.
٧٠ ـ (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) لا ينقص من ثواب المطيع بل يزيد ، ولا يزيد في عقاب العاصي وقد يعفو ، وتقدم في الآية ٢٥ من آل عمران وغيرها.
٧١ ـ ٧٢ ـ (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وأيضا الذين نهبوا أقوات المستضعفين ، والذين كذبوا واعتدوا وحسدوا وكل آثم ومجرم (إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) جمع زمرة وهي الجماعة (حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها) أبواب جهنم مفتوحة للداخلين على مصراعيها ليل نهار لا حاجب عنها ولا مانع ، على العكس من أبواب الجنة (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) الذين يقدمون لها الوقود : ما ذا فعلتم بأنفسكم؟ ولما ذا عن رسل الله أعرضتم؟ قال أهل النار : (حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) ندموا واعترفوا حيث لا جدوى ، والعاقل يحذر ولا يسلك الطريق إلا على بينة (فَبِئْسَ مَثْوَى) مقام (الْمُتَكَبِّرِينَ) المتمردين على الحق والعدل.
٧٣ ـ (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ) المجرمون إلى عذاب الجحيم ، والطيبون إلى جنات النعيم. وبعد فإن الجنة محرمة إلا على من ضحّى في سبيل الحق ، ولا تنحصر هذه التضحية بالقتال وحمل السلاح ، فكل مكروه يتحمله الإنسان ويصبر دفاعا عن الحق والعدل فهو تضحية في سبيل الله والحق حتى ولو كان الدفاع بكلمة يجابه بها مبطلا. ويناصر محقّا ، وفي الحديث : حفت الجنة بالمكاره ، والنار بالشهوات.
٧٤ ـ (وَقالُوا) أي أهل الجنة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) لما رأوا الجنة فرحوا وشكروا الله ، وتذكروا ما قرأوه في الدنيا من آيات الجنة وحورها وقصورها وأنهارها وثمارها وأمنها وأمانها ، فعاينوا أكثر مما سمعوا. قال الإمام أمير المؤمنين (ع) : «كل شيء في الدنيا سماعه أعظم من عيانه ، وكل شيء في الآخرة عيانه أعظم من سماعه.
___________________________________
الإعراب : (زُمَراً) حال من الذين كفروا. و (خالِدِينَ) حال من واو ادخلوا. (رَمْزاً) حال. وجواب إذا محذوف أي إذا جاءوها اطمأنوا. وفتحت الواو للحال أي وقد فتحت. وسلام عليكم مبتدأ وخبر والجملة مفعول قال. و (خالِدِينَ) حال.