أي بسبب فوزهم في طاعة الله ورضوانه (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) يوم القيامة (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) كل الأمور موكولة إليه تعالى وهو قائم عليها.
٦٣ ـ (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) بيد الله خزائن الكون ومفاتيحها.
٦٤ ـ (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ) دعاهم إلى الإيمان بالله بالحجة والبرهان القاطع ، فدعوه إلى الكفر جهلا وحمقا ، فقال : أخطأتم القصد أيها الجاهلون.
٦٥ ـ (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) اي وإلى كل نبي من الأنبياء السابقين وقيل له مثل ما قيل لك (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) الإحباط : بطلان العمل وسقوط حكمه حتى كأنه لم يكن ، والقضية هنا شرطية ، تصح وإن كان فعل الشرط محالا تماما كقوله تعالى : (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) ـ ٨١ الزخرف».
٦٦ ـ (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ) أيها الإنسان أو يا محمد بمعنى امض على ما أنت عليه من عبادة الله وشكره والدعوة إليه ، والله يحفظك من الناس.
٦٧ ـ (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ما أطاعوه وشكروه كما يجب ، ولا نزهوه عما لا يليق ، فبعضهم صوره في شكل إنسان ، وآخرون في هيئة كوكب ... إلى أمثال هذه الخرافات وقال الإمام عليّ (ع) : كيف يصف الخالق من يعجز عن وصف المخلوق؟ (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ ...) المقصود من هذا مجرد تعظيم الذات القدسية وصفاتها ، وانها فوق التصور والأوهام وأنها لا تعرف إلا بالآثار البارزة للعيان.
٦٨ ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ) أي مات ، وعليه يكون النفخ هنا كناية عن سبب الموت الشامل لكل مخلوق حي (مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) قال المفسرون : هذا استثناء لبعض الملائكة كجبريل (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) هذه الصيحة الثانية كناية عن قيام القيامة حيث يحيي سبحانه الأموات وهي رميم ، فتنظر زلزال هذا اليوم وأهواله.
٦٩ ـ (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) المراد أرض المحشر ، وهي مشرقة بالحق والعدل ، وطاهرة مطهرة من
___________________________________
الإعراب : وجملة (لا يَمَسُّهُمُ) حال من الذين اتقوا. وغير الله مفعول اعبد ، وجملة (تَأْمُرُونِّي) معترضة ، وتقدير الكلام أفغير الله أعبد تأمروني. بل الله فاعبد «الله» مفعول مقدم. وحق قدره مفعول مطلق. وجميعا حال من الأرض ، واختلف النحاة في العامل بالحال ، والذي نراه ان هذه الحالة لا تحتاج الى عامل لأنها حال إعرابا وتأكيد واقعا ، والمعنى الأرض كلها. وقبضته خبر للأرض. والسموات مطويات مبتدأ وخبر ، وبيمينه متعلق بمطويات.