١٧ ـ ١٨ ـ (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) دعوناهم إلى الهدى ، فاختاروا العمى ، وتقدم في الآية ٦٢ وما بعدها من هود.
١٩ ـ (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبسون في العذاب أو يدفعون إليه بعنف.
٢٠ ـ (حَتَّى إِذا ما جاؤُها) أي جاءوا للشهادة (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ) أنهم سمعوا التبليغ والإرشاد (وَأَبْصارُهُمْ) أنهم رأوا المبلّغ والمرشد (وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) يمارسون من المحرمات.
٢١ ـ (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) وكنا نحرص عليكم حرصنا على أنفسنا (قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ) بالحق ، ومن ألقى بيده إلى الهلاك فلا يلومن إلا نفسه.
٢٢ ـ (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ ...) حين اقترفتم الجرائم والآثام من وراء حجاب وستار ـ ما خطر لكم على بال أن أعضاءكم سوف تشهد عليكم (وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ) أي اعتقدتم (أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) أي لا يعلم ما تسرون ، بل يعلم ما تعلنون فقط.
٢٣ ـ (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ) هو الذي (أَرْداكُمْ) أهلككم وقادكم إلى جهنم وبئس المصير ، وينطبق هذا على كل من يستتر في المعاصي خوفا من الناس ولا يخشى الله حتى ولو آمن به وباليوم الآخر.
اشارة :
ان هذا الاعتقاد الباطل هو الذي قادكم الى جهنم وبئس المصير .. وهذا ينطبق أيضا على الذين يؤمنون باليوم الآخر نظريا ، ويكفرون به عمليا حيث يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، بل هو أسوأ حالا ممن أنكر البعث وقدرة الله لأنهم عصوا وهم على يقين بأن الله معهم يسمع ويرى ، وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
___________________________________
الإعراب : (وَيَوْمَ) منصوب بفعل محذوف أي واذكر يوم يحشر. وحتى للغاية. وإذا ما «ما» زائدة. وذلكم مبتدأ ، و (ظَنُّكُمُ) بدل أو ، عطف بيان من (ذلِكُمْ) ، و (الَّذِي) صفة لظنكم ، و (أَرْداكُمْ) خبر (ذلِكُمْ).