١٧ ـ (فَكانَ عاقِبَتَهُما) عاقبة الخادع والمخدوع في جهنم وساءت مصيرا ..
١٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) بفعل ما أمر وترك ما زجر ، بخاصة كف الأذى عن الناس (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) لا تقدم نفس على ربها نقية ومرضية إلا بمغالبة الهوى والكف عما نهى (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) وأشقى الناس إطلاقا من فرح بما خفي من عيوبه ، والله خبير بها وعليم.
١٩ ـ ٢٠ ـ (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ) وهم الذين يذكرونهم بألسنتهم ، ويعصونه بأعمالهم (فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) نسوا ما أمرهم الله به ، وأمنوا ما حذّرهم منه ، فصرفهم عن كل عمل يعود عليهم بالخير والصلاح. فجاء الجزاء من جنس العمل (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) ـ ٥ الصف».
٢١ ـ (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ) وكان له حس وشعور (لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) هذا كناية عن عظمة القرآن في عظته ، وقسوة الإنسان في غلظته ، ومن لا يتأثر بنصيحة الله فبأي شيء يتأثر؟ ولا شيء أوضح في الدلالة على عظمة القرآن من الذي أنزله جلّ وعزّ.
٢٢ ـ ٢٤ ـ (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وحده المعبود الحق (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) يعلم ما غاب عن الخلق وما شاهدوه (هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) من الرحمة والإحسان (الْمَلِكُ) غني في ذاته وصفاته ، ولا غنى لغيره عنه (الْقُدُّوسُ) تنزه عما لا يليق بالخالق الرازق (السَّلامُ) والأمان للصالحين المخلصين. (الْمُؤْمِنُ) من الإيمان بمعنى التصديق مثل (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) ، أي بمصدق ، والله سبحانه يصدق عباده المؤمنين ما وعدهم من الثواب (الْمُهَيْمِنُ) بالإشراف على كل شيء (الْعَزِيزُ) الذي لا يقهر (الْجَبَّارُ) تنفذ مشيئته بالقهر والإجبار (الْمُتَكَبِّرُ) له الكبرياء والعظمة
___________________________________
الإعراب : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ) خبر لمبتدأ مقدر أي مثلهم كمثل الشيطان. و (عاقِبَتَهُما) خبر كان والمصدر من (أَنَّهُما فِي النَّارِ) اسمها. و (خالِدَيْنِ) حال من اسم ان. و (لْتَنْظُرْ) مجزوم بلام الأمر. و (ما قَدَّمَتْ) «ما» بمعنى أي في محل نصب بقدمت والمعنى أيّ شيء قدمت.