بالجلودي ، وأمره ان
ظفر به أن يضرب عنقه وأن يغير على دور آل أبي طالب ، وأن يسلب نساءهم ولايدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحداً.. فصار الجلودي إلىٰ باب دار أبي الحسن الرضا عليهالسلام
وهجم على داره مع خيله فلما نظر إليه الرضا عليهالسلام
جعل النساء كلهن في بيت ، ووقف على باب البيت ، فقال الجلودي لابي الحسن عليهالسلام
لابدّ من أن أدخل البيت فاسلبهن كما أمرني أمير المؤمنين ، فقال الرضا عليهالسلام
: أنا
أسلبهن لك وأحلف أنّي لا أدع عليهن شيئاً إلّا أخذته
، فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن ، فدخل أبو الحسن الرضا عليهالسلام
فلم يدع عليهن شيئاً حتى أقراطهن وخلاخيلهن وإزارهن إلّا أخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير » (١). وكان واضحاً من هذا الموقف مدى الحقد
الدفين الذي يكنه هارون للعلويين بسبب معارضتهم التي تشكل كابوساً مؤرقاً للعباسيين ، لذلك شن « هارون » ومن قبله من حكام العباسيين حرباً شعواء منظمة في كل الاتجاهات ضد العلويين ، وقتلوهم تحت كل حجر ومدر ، ولم يسلم حتى من تظاهر بمسالمتهم فقد دسوا إليه السّم ، ولعل أوضح شاهد على الجو الخانق والضيق الشديد الذي تعرض له أهل البيت عليهمالسلام
في ذلك الوقت ماجرى للإمام موسى الكاظم عليهالسلام
حتى أنه سمّي بالكاظم لما كظمه من الغيظ عن أعدائه وخاصة العباسيين منهم ، كان يوصي أصحابه بالكتمان والحذر وعدم المجاهرة بالمعارضة ، قال لهشام بن سالم : « من آنست منهم رشدا فألق إليه وخذ عليه
الكتمان ، فإن أذاع فهو ________________ (١)
عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٧٢ ، ح ٢٤ ، باب
(٤٠).