بالأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) ، نصحه موسى عليهالسلام بأن يراجع ربّه لتخفيف الصلاة عن أمته فيما فرضه الله على أمته من خمسين صلاة في كل يوم ، وبعد أن راجع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ربّه عدة مرات حسب نصيحة موسى عليهالسلام خفّف الله تعالى الصلاة من خمسين إلىٰ خمس صلوات (٣).
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « إن ثلاثة في بني إسرائيل : أبرص ، وأقرع ، وأعمىٰ بدا لله أن يبتليهم... » (٤) ثم ساق الخبر (الصحيح).
ومن هذه الأحاديث يظهر بوضوح دخول فكرة البداء عند أقطاب المحدثين ورواة المسلمين في دائرة المحو والاثبات المصرّح بها في القرآن الكريم ، لكن المؤسف حقاً أنّها قد استغلت من قبل خصوم الشيعة للتشنيع والتشهير.
ويقتضي التنويه بأن « مصالح العباد متوقفة على القول بالبداء ، إذ لو اعتقدوا أنَّ كل ما قُدّر في الأزل فلا بُدَّ من وقوعه حتما لما دعوا الله تعالى في شيء من مطالبهم ، وما تضرَّعوا إليه ، وما استكانوا لديه ، ولا خافوا منه ، ولا رجعوا إليه ، وإذا انتفت هذه الأمور فلا يبقى مجال للصدقة وصلة الرحم ، وبرّ الوالدين ، وغير ذلك من صالح الأعمال..
أضف إلىٰ ذلك أن القول بالبداء هو الاعتراف الصريح بأن العالم كله تحت سلطان الله وقدرته في حدوثه وبقائه ، وان إرادة الله نافذة في الأشياء
________________
(١) اُنظر : صحيح البخاري ١ : ٩٨ ، كتاب الصلاة ، وأيضا ٩٦ : ١٨٢ ، باب قوله تعالىٰ : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ).
(٢) صحيح البخاري ٤ : ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ، كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل.