ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي (١).
لقد أثار قرار القبول ردود أفعال مختلفة في الوسط الاسلامي ، وخاصة الشيعي منه ، وسط دهشة المدهوشين وسخط الساخطين وتربص المتربصين ، وقد شرح الإمام عليهالسلام لخلّص أصحابه ظروف ودوافع قبوله في مناسبات كثيرة ، وردّ على الشبهات المثارة بهذا الخصوص ، لاسيما وان « الرفض » لو حصل لتفهمه الخاص والعام ، لأنه ينسجم مع وضعه العام كإمام معصوم وما تتبناه مدرسة أهل البيت عليهمالسلام من مبادىء لاتقرّ التعاون مع الحاكم الظالم وترفض إعطاء الشرعية له ، ولكن « القبول » يحتاج إلى تفسير وتحليل وتهيئة الرأي العام لتقبله ، من هنا جهد إمامنا بنفسه على شرح موقفه والملابسات والظروف التي أحاطت بقبوله كما رد الشبهات المثارة والتساؤلات المطروحة.
عن الريان بن الصلت ، قال : دخلت على علي بن موسى الرضا عليهالسلام فقلت له : يابن رسول الله ، الناس يقولون : انك قبلت ولاية العهد مع اظهارك الزهد في الدنيا ! فقال عليهالسلام : « قد علم الله كراهتي لذلك ، فلما خيّرت بين قبول ذلك وبين القتل ، اخترت القبول على القتل ، ويحهم ! أما علموا أن يوسف عليهالسلام كان نبيا ورسولاً ، فلمّا دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك ، على أني ما دخلت في هذا الأمر إلّا دخول خارج منه » (٢).
________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٥١ ، ح ١ ، باب (٤٠).
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٥٠ ، ح ٢ ، باب (٤٠).