باسم الإمام الصادق عليهالسلام. فقد انطلق الامام الصادق عليهالسلام الى تأسيس مدرسة
علمية عظيمة في مطلع القرن الهجري الثاني ، تخرجت منها كوادر علمية كثيرة في مجالات عديدة من المعرفة. وعمد الامام الكاظم عليهالسلام
على تعميق أسس مدرسة أبيه الصادق عليهماالسلام
وقام بتوضيح معالمها أكثر فأكثر ، ولكن الظروف الاستثنائية التي عاشها وقضاءه شطراً كبيراً من عمره في السجون لم تمكنه من تحقيق سائر اهدافه الشريفة في احياء السنة النبوية الشريفة على ضوء مدرسة أبيه عليهماالسلام
، فبلغ به الأمر أن يبعث إلى هشام بن الحكم بأن يكف عن الكلام نظراً لخطورة الموقف ، فكف هشام عن ذلك حتى مات المهدي العباسي (١).
مع ذلك استغل الامام الكاظم عليهالسلام
فترات الهدوء النسبي لنشر الاحكام والتعاليم الاسلامية الصافية ، وكان العلماء والرواة لا يفارقونه ولا يفترون عنه ، يسجلون أحاديثه وأبحاثه. روى السيد ابن طاووس : أنه كان جماعة من
خاصة أبي الحسن موسى عليهالسلام
من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه ، ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس وأميال ، فإذا نطق بكلمة وأفتىٰ في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك (٢). تجدر الاشارة إلىٰ أن علم الخلاف
كان قد وجد منذ نهاية القرن الأول الهجري ، وطوال القرن الثاني بين مدرستي أهل الرأي وأهل الحديث ، وثار الجدل بينهم ، وانبرى كل فريق يدافع عن رأيه ويشكك بالمدرسة ________________ (١)
انظر : رجال الكشي : ٢٢٧ ، رقم الترجمة (١٣١). (٢)
مهج الدعوات / ابن طاووس : ٢١٩.