إقدام المأمون على تصفية الإمام بعد إيجاده تياراً جماهيرياً واسعاً يعتقد بذلك المبدأ.
يقول الشيخ محمد مهدي شمس الدين : لقد أدرك المأمون واكتشف بخبرته السياسية أن ظهور هذه التفاعلات ـ ويقصد بها الجماهيرية ـ يجب أن يكون الحد النهائي لهذه التجربة ، تجربة : ولاية العهد. لقد اكتشف أنه فشل في تحقيق هدفه الستراتيجي بشأن صيغة النص ، وان الإمام هو الذي انتصر عليه في هذا المجال ، فآثر أن يكتفي بما حققه من أهدافه الملحة العاجلة ، قبل أن يتفاعل انتصار الإمام عليهالسلام في مجال صيغة النص ، فيخلق وضعاً لاسبيل إلى تداركه يلقي بخلافة المأمون في عاصفة قد تذهب بها في ثورة تحت شعار صيغة النص بنقائها وصفائها. فأنهى بيعة الموت بقتل الإمام الرضا عليهالسلام بالسم (١).
والملاحظ أن هناك روايات يُخبر من خلالها الإمام عليهالسلام بأن المأمون سيقتله بالسم كما قُتل أبوه وأكثر أجداده عليهمالسلام ، عن أبي الصلت الهروي قال ، قال الرضا عليهالسلام : « ما منا إلّا مقتول ، وإني لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني ، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين عزّوجلّ » (٢).
كما كشف إمامنا لأبي الصلت الهروي فعلتهم الشنعاء ، قال أبو الصلت : دخلتُ على الرضا عليهالسلام ، وقد خرج المأمون من عنده ، فقال لي :
________________
(١) الشيخ محمد مهدي شمس الدين / الإمام الرضا عليهالسلام وولاية العهد ، مجلة التوحيد ، العدد ٣٤ ـ السنة الرابعة ، محرم ، صفر ١٤٠٧ هـ.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٢٠ ، ح ٥ باب (٤٦).