« يأبا الصلت قد فعلوها » وجعل يوُحّدُ الله ويُمجّدُهُ (١).
إنّ موت الإمام عليهالسلام المفاجىء والغامض لا يُفسر بمعزل عن الظروف الضاغطة التي عاشها الإمام بعد إجباره على قبول ولاية العهد.
على أنه لا يمكن غضّ الطرف أيضاً عما فعله المأمون مع الإمام قبل ولاية العهد أيضاً ، إذ أخرجه مكرها من بلدته وحرم جدّه واستقدمه إلى خراسان.
وكان الألم والحزن يعتصر قلبه لفراق أهله ، فعاش غريباً كما تعيش النبتة الغريبة في أرض غير أرضها ومناخ غير مناخها ، حتىٰ قضىٰ نحبه عليهالسلام شهيداً بطوس في قرية يقال لها « سنباذ » ، ودفن في دار قحطبة الطائي في القبة التي فيها هارون الرشيد ، إلى جانبه مما يلي القبلة ، في يوم الجمعة أو الاثنين ، في السابع عشر من صفر ، أو التاسع والعشرين منه ، وقيل في الحادي والعشرين من شهر رمضان أو في الثامن عشر من جمادي الأولى ، أو في الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة ٢٠٣ هـ أو سنة ٢٠٦ هـ وقيل سنة ٢٠٢.
ورجح الصدوق أن وفاته كانت في شهر رمضان لتسع بقين منه سنة ٢٠٣ هـ عن تسع وأربعين سنة وستة أشهر (٢).
فسلام عليه يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث حيّاً ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الأكرمين الأطهار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢٧٠ ، باب : ذكر وفاة الرضا عليهالسلام وسببها.
(٢) انظر : عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٨ ، ح ١ ، باب (٣).