ويمنعون من يريد
إفساد الأمر عليه (١). وقد ذهب مفسرون آخرون إلى أن الوحي إلى
نوح في قوله تعالى : ( بِوَحيِنا ) معناه : بالأمر والتعاليم (٢). ومن الوحي الخاص بنوح عليهالسلام في حالة معينة ما
ورد في قوله تعالى : ( وَأُوحِيَ
إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ
فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )
(٣). وقد فسّر الوحي هنا
بالإعلام ، فيكون معنى الآية أنه تعالى : ( أعلم نوحاً عليهالسلام
أنه لن يؤمن به أحد من قومه في المستقبل ) (٤). ونوح عليهالسلام
هو أول الأنبياء أولي العزم من أصحاب الشرائع (٥)
بعد إدريس عليهالسلام
، وهو صاحب أول شريعة متكاملة كما تقدّم في بعض الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهمالسلام. ومما يدل على عموم شريعته وسبقها دلالة
الآية التي جمعت التشريع بما عنده عليهالسلام
وما كان من الوحي للرسل الأربعة أصحاب الشرائع وذلك في قوله تعالى : ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ
الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا
وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا
تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ... )
(٦). ________________
(١) انظر : تلخيص البيان : ١٥٣ ، والتبيان ٧ : ٣٢٠ ، ومجمع البيان ٤ : ١٠٤ ، والكشاف ٣ : ٣٠.
(٢) الكاشف / مغنية ٤ : ٢٢٩.
(٣) سورة هود : ١١ / ٣٦.
(٤) مجمع البيان / الطبرسي ٣ : ١٥٩.
(٥) النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين / الجزائري ( نعمة الله ) : ٧١ ، دار الأندلس ـ بيروت ( د.ت ).
(٦) سورة الشورى : ٤٢ / ١٣.