رغم صغر سنه بأنه : كان
إذ ذاك مدركاً ، واستدل عليه بما كان ليحيى وعيسىٰ عليهماالسلام
من الوحي في الصغر (١). وأكد الطبرسي أن وحيه عليهالسلام كان وحي الرسالة
والنبوة كالوحي الذي كان لسائر الأنبياء عليهمالسلام
(٢). وأورد الفخر الرازي قولين في الوحي
ليوسف عليهالسلام
: فقيل : إن المراد منه الوحي والنبوة والرسالة ، وهو ما عليه طائفة عظيمة من المحققين ، وقيل : إن المراد منه الإلهام لا وحي النبوة. وأيد الرأي الأوّل واستحسنه ، وأول الوحي له مع صغر سنه بأنه : ( لا يمتنع أن يشرفه الله بالوحي والتنزيل ويأمره بتبليغ الرسالة بعد أوقات ، ويكون فائدة تقديم الوحي تأنيسه وتسكين نفسه وإزالة الغم والوحشة عن قلبه ) (٣). وأيد بعض المفسرين المحدثين ما عليه
الغالبية من العلماء أن هذا الوحي كان من وحي النبوة (٤). أما الرأي الثاني : فهو قول من ذهب إلى
أنه لم يكن وحي نبوة ولا رسالة وإنّما كان على سبيل الإلهام ، وهذا قول أبي بكر الرازي ، وسبب ذلك عنده صغر سن يوسف عليهالسلام
( ووحي النبوة مخصوص لايكون إلّا بعد الأربعين ) (٥). وهو قول شاذّ لا يعتد به. ________________
(١) الكشاف ٢ : ٣٠٧.
(٢) مجمع البيان ٣ : ٢١٧.
(٣) مفاتيح الغيب ١٨ : ١٠٢.
(٤) الميزان / الطباطبائي ١١ : ١٠٠.
(٥) مسائل الرازي وأجوبتها : ١٤٨.