الأنبياء الآخرين بأنه أوتي الزبور وذلك بقوله تعالى : ( وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) (١) ، وقد فسر مجاهد ـ كما مر سابقاً ـ الوحي في الصورة الأولى بأنه ما كان إتيان داود عليهالسلام الزبور وهو كتابه ، فعرف الوحي بأنه كان لداود زبر في قلبه الزبور (٢).
وقد اختلف في معنى الزبور الوارد ذكره هنا وفي آيات أخرى كقوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ ... ) (٣) ، وذلك على عدة آراء منها (٤) : عن ابن عباس ومجاهد أنها : الكتب المنزلة بعد التوراة التي هي الذكر الوارد في الآية. وعن سعيد بن جبير ومجاهد الزبور والزبر هي الكتب المنزلة. وعن الشعبي : أنه زبور داود والذكر توراة موسى عليهالسلام.
١٣ ـ يوسف عليهالسلام : وقد ورد ذكر الوحي له مرة واحدة أشير إلى أنها كانت في صغره ، قال تعالى : ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) (٥) ، وقد اختلف في هذا الوحي الذي كان في الصغر إلى رأيين :
الأوّل : عن الحسن ومجاهد وقتادة : ( إن الله أعطاه النبوة وهو في الجب والبشارة بالنجاة والملك ) (٦). وأيد الزمخشري ذلك وأثبته ، وعلل كونه وحياً
________________
(١) سورة النساء : ٤ / ١٦٣.
(٢) انظر : مجمع البيان / الطبرسي ٩ : ٣٧.
(٣) سورة الأنبياء : ٢١ / ١٠٥.
(٤) انظر : التبيان / الطوسي ٤ : ٦٦ ، ومجمع البيان / الطبرسي ٧ : ٢٥١ ، ومفاتيح الغيب / الفخر الرازي ٢٢ : ٢٢٩ وغيرها.
(٥) سورة يوسف : ١٢ / ١٥.
(٦) مجمع البيان ٣ : ٢١٧.