إنّك أنت الغفور الرحيم...
الحديث » (١). ونحوه ما رواه الكليني بسنده ، عن كثير
بن كلثمة ، عن أحدهما ـ الباقر أو الصادق عليهماالسلام
(٢) ـ ، ثم قال الكليني
: « وفي رواية أخرى في قوله عزّوجلّ ( فَتَلَقَّىٰ
آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ )
(٣) قال : سأله بحقّ
محمد وعليّ والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم » (٤).. ورواية التوسل بالخمسة أصحاب الكساء عليهمالسلام رواها الصدوق بسنده
عن أبي سعيد المدائني يرفعها إلى الرسول صلىاللهعليهوآله
(٥). ولا منافاة بين الروايتين لجواز تعدّد
السبب لشيء واحد ، كما لو كان توسل آدم عليهالسلام
بالخمسة الأطهار صلوات الله عليهم سبباً لاستجابة الدعاء المذكور. وعليه يكون الوحي والإلهام قد اجتمعا معاً في كيفية توبة آدم عليهالسلام وقبولها. ويؤيد أنه عليهالسلام
علمها بالإلهام حديث صفوان الجمال ، قال : « دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام
وهو يقرأ هذه الآية (
فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (٦)
ثمّ التفت إليَّ فقال : يا صفوان إن الله تعالى ألهم آدم أن يرمي بطرفه نحو العرش فإذا هو بخمسة أشباح ________________
(١) تفسير القمي ١ : ٤٤.
(٢) روضة الكافي / الكليني ٨ : ٣٠٤ / ٤٧٢.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٣٧.
(٤) روضة الكافي ٨ : ٣٠٥ ذيل حديث / ٤٧٢.
(٥) معاني الأخبار : ١٢٥ / ٢ باب معنى الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه.
(٦) سورة البقرة : ٢ / ٣٧.