بعضاً أو تنسخ شريعة
ما كان في شريعة قبلها كما نسخ الإسلام ماقبله من شرائع. ٩ ـ
إنّ مبدأ الوعد والوعيد الإلهيين للبشر كان قاسماً مشتركاً في جميع الرسالات ، وعد بالثواب على الطاعات ، ووعيد بالعقاب على المعاصي فكان الرسل دوماً كما قال تعالى : (
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ )
(١). ١٠ ـ
إنّ الأنبياء عليهمالسلام
يبعثون تَحُفُّ بهم العناية الإلهية ، ويسايرهم التسديد الإلٰهي ، لطفاً بهم وتأييداً لهم في تبليغ رسالاتهم وأماناً لهم من
المبطلين والمنكرين للإرادة الإلهية ، فلا يتركون وحدهم في مواجهة بطش الطواغيت من الأُمم ، فإذا ما ضلّت أُممهم وأبت طريق الهداية استنقذوا مع مؤيديهم من العقاب الإلٰهي النازل بالعاصين. ١١ ـ
إن كل من ذكر من أنبياء في القرآن الكريم كانوا من الرجال ، وقد دلت ظواهر بعض الآيات على أنه تعالى لم يبعث إلّا رجالاً ، قال تعالى : (
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ
الْقُرَىٰ ... )
(٢) ، وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا
مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ...
)
(٣). إلّا أن بعض المفسرين قالوا بنبوة
النساء أيضاً ومثلوا لذلك بمريم عليهاالسلام
(٤) وأولوا قوله تعالى : (
إِلَّا رِجَالًا )
بأن المراد منه إلّا بشراً من جنسكم وليسوا أناساً بقدرات خارقة خارجة عن البشرية. ________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ٤٨.
(٢) سورة يوسف : ١٢ / ١٠٩.
(٣) سورة النحل : ١٦ / ٤٣.
(٤) تبحث هذه المسألة في المبحث الثالث من هذا الفصل ضمن الوحي للنساء مع ذكر مختلف الآراء فيها.