إلى البراهين.
الأمر الذي يؤكّد كذب جميع الأحاديث المروية في الصحاح وغيرها في قصّة بدء نزول الوحي والتي تصور أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلىاللهعليهوآله بصورة الخائف الوجل الذي لم يعرف الوحي إلّا من طريق ورقة بن نوفل ! وغير ذلك من السخافات التي لا تليق بجلال الأنبياء عليهمالسلام فضلاً عن أشرفهم وسيّدهم صلىاللهعليهوآله.
٦ ـ أنه لم تخلُ أُمّة من رسول يرسل لدعوتها ، وأن من لوازم مبدأ الثواب والعقاب الإلٰهي أن تكون الحجة قد ألقيت والتعاليم قد بلّغت. قال تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) (١).
٧ ـ لم يرسل نبي ولا رسول إلى أمة إلّا بلسانها فيلقي عليهم الحجة ويدعوهم إليها بلغتهم ، قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ .. ) (٢). ولا يراد بقوله تعالى : ( .. بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) القوم الذين هو منهم نسبا وإنّما القوم الذين يعيش بينهم ويخالطهم ويبعث إليهم بالنبوة ، وإلّا فإنّ العديد من الأنبياء أرسلوا إلى غير قومهم نسباً وكانوا يدعونهم بلسانهم. فإبراهيم عليهالسلام دعا عرب الحجاز إلى الحج وأرسل موسى إلى فرعون وأهل مصر وغيرهم.
٨ ـ إنّ الدين الموحى إلى جميع الأنبياء والرسل عليهمالسلام هو دين واحد ، فلا تناقض بين شريعة وأخرى وإنّما تكمل شريعة ما قبلها ويتّبع بعض الأنبياء
________________
(١) سورة يونس : ١٠ / ٤٧.
(٢) سورة إبراهيم : ١٤ / ٤.