فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ .. ) (١).
٢ ـ إنّ أعلم الأنبياء والمرسلين بالغيب نبيّنا محمد صلىاللهعليهوآله ، حيث أطلعه الله عزّوجلّ على علم ما كان وما هو كائن في زمانه وما سيكون إلى يوم القيامة.
وقد ورث عنه صلىاللهعليهوآله ذلك كلّه أمير المؤمنين الإمام عليّ صلوات الله وسلامه عليه ، ومن ثمّ أولاده المعصومين عليهمالسلام وكذلك الزهراء البتول عليهاالسلام.
وبهذا يكون أهل البيت عليهمالسلام أعلم بالغيب من جميع الأنبياء والمرسلين سوى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٣ ـ إنّ الأنبياء عليهمالسلام عموماً من البشر ولكنّهم اصطفوا لتبليغ الوحي إلى عموم الناس ، وإن هذا الاصطفاء مرتكز أساساً على قوله تعالى : ( .. الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ .. ) (٢).
٤ ـ إنّ أساس دعوة كل وحي كان لنبي من الأنبياء هو التوحيد ، فلم يبعث نبي إلّا والتوحيد على رأس دعوته ، قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) (٣).
٥ ـ إنّ اليقين النبوي بمصدر الوحي كان لازماً دائماً للوحي ، حيث يعلم كل نبي يقيناً بأن مصدر ما يلقى إليه هو الله وحده ، وأنّه ليس تحديثاً داخلياً نفسياً أو إلقاءً شيطانياً ، وأن يعلم أيضاً أنّه بهذا الإلقاء للوحي إليه فإنّه يكلف بالنبوة من الله تعالى ، فلا يعتري النبي شك في أن ما يوحى إليه من الله تعالى وأن ذلك أمر يعلمه دون الحاجة إلى إعمال النظر والبحث عن الأدلّة والحاجة
________________
(١) سورة الجن : ٧٢ / ٢٦ ـ ٢٧.
(٢) سورة الأنعام : ٦ / ١٢٤.
(٣) سورة الأنبياء : ٢١ / ٢٥.