وما يؤكّد ويفصل هذه الحالة من الوحي ما
رواه ثقة الإسلام الكليني في الصحيح عن أبي حمزة الثمالي الثقة ، عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : «
خطب رسول الله صلىاللهعليهوآله
في حجّة الوداع فقال : يا أيّها الناس والله ما من شيء يقربكم من الجنّة ويباعدكم من النار إلّا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنّة إلّا وقد نهيتكم عنه ، ألا وأنّ الروح الأمين نفث في رُوعي أنّه لن تموت نفس حتّى تستكمل رزقها ، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحمل أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير حلّه ، فإنّه لا يدرك ما عند الله إلّا بطاعته »
(١). من خلال هذه الرواية وربطها مع معاني
الآيات التي أشارت إلى نزول المَلَك بالوحي على قلبه صلىاللهعليهوآله
يمكن أن نفهم أن الوحي النازل على قلبه هنا نوعان : ـ فمنه ما هو نص يبلغ كما هو لا تغيير
فيه ، وهو ما يكون ضمن النص القرآني. ________________
(١) أصول الكافي ٢ : ٧٣ / ٢ باب الطاعة والتقوى من كتاب الإيمان والكفر ، وفروع الكافي ٥ : ٨٠ / ١ باب الإجمال في الطلب من كتاب المعيشة ، وفي ٥ : ٨٣ / ١١ من الباب السابق بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام نحوه ، وفيه : ( روح القدس ) مكان ( الروح الأمين ) ، وفي ٥ : ٨٠ / ٣ من الباب السابق ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أحدهما عليهماالسلام نحوه ، وكتاب التمحيص / الإسكافي محمد بن همام : ٥٢ / ١٠٠ عن الثمالي كما في رواية الكافي الأولىٰ ، ومثله في تهذيب الأحكام / الشيخ الطوسي ٦ : ٣٢١ / ٨٨٠ (١) باب (٩٣) ، وتحف العقول / ابن شعبة الحرّاني : ٤٠ ، وعوالي اللآلي / الأحسائي ٣ : ٢٠٢.