من وحي الأنبياء عليهمالسلام.
٣ ـ إنّ ما أُلقي فيه يمثّل معرفة تلقائية بحتة واطّلاع على غيبيات ومعارف ومفاهيم لم تكن تشغل تفكير الرسول صلىاللهعليهوآله بل لم تكن قابلة للتفكير في إطار عقل بشري وحده لولا أن يكون الوحي طريقاً لإدراكها.
٤ ـ يقين النبي صلىاللهعليهوآله بإلهية الظاهرة التي يتعرّض لها. فمنذ اللحظة التي فاجأه فيها الوحي تمثّل هذا اليقين في ذهنه ، وأدرك أنّ كلّ ما يوحى إليه صادر عنه تعالى وأنّ الملك الذي يأتيه هو رسول من الله وجاء استمرار الوحي وتكراره مرّة بعد أُخرى مؤكّدا لهذا اليقين الذي رسّخ في نفسه الشريفة ، وكلّ ما خالف ذلك من روايات حول مبدأ الوحي لا سيما في صحيح البخاري فهو موضوع ومفترى على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٥ ـ بالإضافة إلى أن هذا الوحي هو في ذاته معجزة في كونه ظاهرة تخرق نواميس الطبيعة من حيث الصلة الكاملة بالله تعالى في صور الوحي المختلفة ، فإنّه معجزة في نصه القرآني الذي تحدى به تعالى جبابرة العقول والبلغاء بالإتيان بمثل أي وجه من وجوه الإعجاز المتوافرة فيه من نظم وبلاغة وإخبار بالغيب ووجوه أُخرى للإعجاز.
٦ ـ إنّ الوحي المحمدي دعا إلى الإيمان بما سبقه من وحي ـ فيما حكاه القرآن نفسه لا فيما يدّعيه أصحاب الديانات ـ والتصديق بالرسل والأنبياء السابقين ، وجعل لازم عدم التصديق بهم التلبّس بالكفر والعصيان. وهذه الميزة توافرت عليها كتب الديانات السابقة ، إلّا أن أيدي التحريف امتدت إليها وعبثت بها فعادت الرسالات السابقة رسالات دعوات قومية تدعو إلى تمجيد من أُنزِلت فيهم أكثر من دعوتها إلى الله تعالى والهداية إلى سبيله.