الحقيقي منه تعالى
إلى الأرض : فقد ذهب مجاهد وعبدالله بن مسعود وتابعهما الخليل الفراهيدي إلى أن الوحي لها كان بالأمر (١)
أي : أنه تعالى أمر الأرض بالزلزال أمراً مباشراً. وعبر عنه ابن عباس بأنه تعالى أذِنَ لها
بالتحديث (٢).
وقال سفيان الثوري : أعلَمَها بذلك (٣).
وقال آخرون : بأن الوحي لها هنا تعبير عن التسخير ، فأوحى لها : سَخَّرها (٤). ويستفيد الشريف الرضي من كونه تعالى قال
: ( أَوْحَىٰ
لَهَا )
وليس ( إليها ) بأن هذا الوحي لم يكن مباشرة منه تعالى إلى الأرض وإنّما كان بواسطة يراها متمثلة في الملائكة ، فمعنى الآية عنده : أنه تعالى : ( أوحى إلى ملائكته بأن يُظهِروا فيها تلك الأشراط ويُحْدِثُوا فيها تلك الأعلام ) (٥). أما الزمخشري : فإنّه يرى أن ( الوحي )
في الآية تعبير مجازي ، وأنه تعالى إنما يُحدِثُ تلك الأحداث ( الزلزلة ) التي يستدل منها الرائي لها بأن ما يراه هو بِوَحي منه تعالى (٦). ________________
والتبيان ١٠ : ٣٩٤ ، والكشاف ٤ : ٢٧٦.
(١) انظر : على التوالي : جامع البيان ٣٠ : ١٧١ ، والتبيان ١٠ : ٣٩٤ ، والعين ٣ : ٣٢٠.
(٢) انظر : جامع أحكام القرآن / القرطبي ٢٠ : ١٤٩.
(٣) انظر : جامع البيان / الطبري ٣٠ : ١٧١.
(٤) انظر : جامع أحكام القرآن ٢٠ : ١٤٩.
(٥) تلخيص البيان في مجازات القرآن : ٢٨٢.
(٦) الكشاف ٤ : ٢٧٦.