وخلاصة القول في الوحي إلى مظاهر الطبيعة أن التفسيرات غالباً ورغم تعددها تحاول الوصول إلى أن هذا الوحي يتمثل في التسخير لتلك المظاهر بمعنى تذليلها وجعل سيرها بمقتضى أوامره تعالى فيها.
وهذا بلا شك تفسير لا اعتراض عليه إلّا أنه لا يكفي لتفسير الوحي الذي نصت عليه الآيات ، أنه كائن في أحوال ومظاهر مخصوصة بمحيط وزمان معين ، فَأن يكون سير نظام الكون على هذا الطريق والنظام المعروف بما يتحكم به من قوانين طبيعية فهذا تسخير لا شك فيه ولا نريد الخوض في ماهيته ، ولكن الوحي الموصوف في الآيات مراده ولا شك ما يقع في تلك الأحوال المخصوصة التي تذكرها الآيات كالوحي في زلزلة الأرض ، وإخبارها ، وانفلاق البحر لموسى عليهالسلام ... إلخ.
فالوحي هنا كما يرى الباحث يحمل معنى الوحي حقيقة بكل ما يتوافر عليه من عناصر ومقومات الوحي في اللغة من معاني الإلقاء في خفاء والسرعة وهي متمثلة بوضوح في تلك الأحداث والمظاهر الكونية ، وهي في كل هذا تنبئ عن شعور يسري في هذه المظاهر الطبيعية تتلقى به الأمر الإلٰهي وحياً وتمتثل له بالطاعة.