وتحت عنوان : ( القول في ظهور المعجزات على المنصوبين والخاصة والسفراء والأبواب ) ، قال : « إنّ ذلك جائز لا يمتنع فيه عقل ولا سنّة ولا كتاب ، وهو مذهب جماعة من مشايخ الإمامية ، وإليه يذهب ابن الإخشيد من المعتزلة ، وأصحاب الحديث في الصالحين والأبرار.
وبنو نوبخت من الإمامية يمنعون ذلك ويوافقون المعتزلة في الخلاف علينا فيه ، ويجامعهم على ذلك الزيدية والخوارج المارقة عن الإسلام » (١).
وقد بيّن الشيخان : فضل الله الزنجاني والواعظ الجرندابي في تعليقاتهما على أوائل المقالات جواز ظهور الكرامات على الأولياء والأبرار عند أكثر الفرق ، كما جوزه من المعتزلة غير أبي بكر الأخشيد المذكور في كلام الشيخ المفيد ، أبو الحسين البصري المعتزلي.
وأكثر محققي الأشعرية كالجويني والغزالي وفخر الدين الرازي وغيرهم على الجواز.
وأثبت الفلاسفة المسلمون ذلك أيضاً بحجج عقلية كابن سينا في الشفاء والإشارات وغيرهما.
وأما الزيدية فالمذكور في كلام الشيخ المفيد أنّهم يوافقون المعتزلة في نفي صدور الكرامات على الأولياء والصالحين ، وكأنّه كان في بعض متقدّميهم ذلك ، وإلّا ففي كلام المتأخرين منهم جوازه ، فقد نقل الشيخ فضل الله الزنجاني كلام السيد أبي الحسين يحيى بن حمزة بن علي الحسيني أحد أئمة الزيدية في كتابه الكبير في علم الكلام المسمى بـ ( الشامل ) أنّه قال بعد
________________
(١) أوائل المقالات : ٦٩ / ٤٣.