خلقه ، فما يقدّر من شيء ويقضيه في علمه
قبل أن يخلقه وقبل أن يقبضه إلى الملائكة فذلك يا حمران علم موقوف عنده ، إليه فيه المشيئة فيقبضه إذا أراد.. فأمّا العلم الذي يقدّره الله ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ثمّ إلينا »
(١). ومنها : ما ورد في الاحتجاج عن أمير
المؤمنين الإمام علي عليهالسلام
في حديث طويل جاء فيه : « .. وألزمهم الحجّة بأن خاطبهم خطاباً
يدلُّ على انفراده وتوحيده ، وبان لهم أولياءه تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله ، وعرّف الخلق اقتدارهم على علم الغيب بقوله : (
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ). قال السائل : من هؤلاء الحجج ؟ قال : هم رسول الله صلّى
الله عليه وآله ، ومن حلَّ محلِّه من أصفياء الله الذين قرنهم الله بنفسه ، وفرض على العباد طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.. » (٢). ومنها : حديث محمد بن الفضل الهاشمي ، عن
الرضا عليهالسلام
: « .. ثم نظر الرضا عليهالسلام
إلى عمرو بن هذّاب وقال : إن أنا أخبرتك بأنّك ستُبلى في هذه الأيام بدم ذي رحم لك ، كنت مصدّقاً لي ؟ قال : لا ، فإنّ الغيب لا يعلمه إلّا الله
! ________________
(١) بصائر الدرجات : ١٣٣ / ١ ، وأصول الكافي ١ : ٢٥٦ / ٢ باب نادر فيه ذكر الغيب من كتاب الحجّة.
(٢) الاحتجاج / الطبرسي ١ : ٣٧٥ ، وعنه في تفسير نور الثقلين / الحويزي ٥ : ٤٤٤ / ٥٩.