الحياة البشرية في علاقة الإنسان بالله وبأفراد نوعه تتجلى لنا أهمية الوحي في العقيدة الإنسانية الدينية ، وذلك أمر ظاهر من خلال توافر هذا الوحي على عناصر مؤكدة لضرورته يمكن إجمالها في الآتي :
١ ـ إنّه أساس العقيدة عند الإنسان ، لأنّه يمثل ( جوهر الرسالة ، بما يوحي الله فيه من عقيدة وتشريع ، وما يكلف به النبي من دعوة الناس إلى الدين ) (١).
٢ ـ إنّ الوحي هو الطريق الوحيد الذي بدونه لا تستطيع البشرية أن تتوصل إلى حقائق ما وراء المادة ، في قبال ( إمكاننا أن نتوصل إلى حقائق علوم الكون والحياة بالمنطق التجريبي والرياضي ) (٢). فالوحي هو الطريق إلى تعليم ما ليس في وسع الإنسان بحسب الطرق المألوفة عنده التي جهزه الله بها أن ينال علمه (٣).
٣ ـ إنّه ما من تفسير لما يظهر على أيدي الأنبياء عليهمالسلام من ظواهر خارقة وما تحمله رسالاتهم من خصائص وأبعاد إلّا بالوحي ، فإننا ( لا نجد ديناً من الأديان يخلو من فكرة الوحي مهما اختلفت المنازع في تصويره ، فالتخلي عن فكرة الوحي تقويض للدين من أساسه لاسيما الأديان السماوية ) (٤).
من مجمل هذه الأمور وما يرتبط بها من مفاهيم ومصاديق متفرعة يأخذ
________________
(١) انظر : الوحي / د. حسيب السامرائي : ٢٩ ، مجلة كلية الآداب ، بغداد ـ العدد ٢١ ، مجلد٢ ، ( ١٩٧٦ ـ ١٩٧٧ م ) ، مطبعة دار الجاحظ.
(٢) انظر : مقدّمة ( تثبيت دلائل النبوة ) للقاضي عبد الجبّار المعتزلي / د. عبد الكريم عثمان.
(٣) الميزان ٧ : ٢٧٥.
(٤) الوحي ، مجلة كلية الآداب / السامرائي : ٢٩ ـ ٣٠.