منه ، فيلتهب فيأتي
أصحابه وهو يلتهب فيقول : إنه كان الأمر كذا وكذا ، قال : فيذهب أولئك [ أي : أصحابه الشياطين ] إلى إخوانهم من الكهنة فيزيدون عليه أضعافه من الكذب فيخبرونهم به ... » (١). فلا صلة لما يلقي به الشيطان إلى
أوليائه بالله تعالى ، إن هي إلّا أكاذيب يدس بينها ما يسترقه بالسمع ويُزيِّف به الوحي الإلٰهي. أما ما ورد في القرآن الكريم مما يدور
مدار المناظرات بين الله تعالى وإبليس وذلك من نحو قوله تعالى : (
قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ .. ) (٢)
، وقوله تعالى على لسان إبليس : (
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ .. ) (٣)
، فإنّ مثل هذه المناظرات مع ما فيها من تكليم بغير واسطة لا يمكن اعتبارها وحياً من الله تعالى له (٤). ٢ ـ
إنّ ميدان نشاط الشيطان في إغوائه وصدّه عن سبيل الله هو النفس الإنسانية من خلال مدركاتها وأفعالها وقواها المختلفة ، ومن نشاطاته وتأثيراته فيها : أ ـ
النجوى : وذلك في قوله تعالى : (
... إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ... )
(٥). ب ـ
العمل على نسيان الإنسان ذكر ربّه وذلك في قوله تعالى : (
وَإِمَّا ________________
(١) جامع البيان / الطبري ١٤ : ١١.
(٢) سورة الحجر : ١٥ / ٣٤.
(٣) سورة ص : ٣٨ / ٨٢.
(٤) مفاتيح الغيب / الرازي ٢٧ : ١٩٠.
(٥) سورة المجادلة : ٥٨ / ١٠.