أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ .. ) (١)
وقد مرت بنا معاني الوحي وتعريفاته التي
استفدنا من خلالها أن الإلقاء في خفاء أصل من أصول الوحي وأهم المعاني التي وردت فيه لغة وشرعاً. وقد قال الشيخ الطوسي في وحي الشيطان
إلى الإنسان أنه ( يلقي إليه بكلام خفي وهو الدعاء والوسوسة ) (٢). وأكد الطبرسي هذا المعنى فقال فيه : « الكلام
الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم من غير سماع » (٣). وملخص ما يتحصل لدينا في ذلك أن جميع ما
ينسب إلى الشيطان من المعاني الملقاة في النفوس ( القلوب ، الصدور .. إلخ ) وإن عبر عنها بالقول والأمر والوسوسة والوحي والتزيين والوعد .. إلخ ، فهي جميعاً ( قول وكلام ولكن لا يخرج عن شق فم ولا تحريك لسان ) (٤)
، فهو كلام مجرد عما يحيط بالكلام من التعبير بالألفاظ والأصوات ، وإنّما هو كلام خفي طريقه الوسوسة والأز والنزغ ... إلخ. ب ـ
تأكيد القرآن الكريم أن الشيطان غير مرئي للإنسان وإن كان هو يرى الإنسان ويعايشه كظلّه ، فمن الآيات الدالة على ذلك : ١ ـ
قوله تعالى : ( .. إِنَّهُ
يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ .. ) (٥). ________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ١٢١.
(٢) انظر : التبيان ٤ : ٢٤٢.
(٣) انظر : مجمع البيان ١٠ : ٥٧١.
(٤) الميزان / الطباطبائي ٣ : ١٨١.
(٥) سورة الأعراف : ٧ / ٢٧.