العلى .. (١).
وتمشّيا مع مذهب المعتزلة في تجويز الخطأ والسهو على الأنبياء يفسر الزمخشري قوله تعالى : ( أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) (٢) بأنه ( وسوس إليه بما شيعها به فسبق لسانه على سبيل السهو والغلط إلى أن قال : تلك الغرانيق .. كذا ، قال الزمخشري : ولم يفطن حتى أدركته العصمة فتنبه عليه ... ) (٣).
وتابع الفخر الرازي رأي الزمخشري في تجويز السهو على النبي صلىاللهعليهوآله ولكنه لم يقل بجواز الغلط ، إذ يفهم من غرض الآية أنها تُبَيِّن ( أن الرسل الذين أرسلهم الله تعالى وإن عصمهم عن الخطأ مع العلم فلم يعصمهم من جواز السهو ، ووسوسة الشيطان بل حالهم في جواز ذلك كحال سائر البشر ... ) (٤).
وأصل هذه الأكذوبة في صحيح البخاري باب سجود المسلمين مع المشركين ، قال : ( حدّثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدّثنا أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآله سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس ) (٥).
وقال في باب فاسجدوا لله واعبدوا : ( حدّثنا معمر ، حدّثنا عبد الوارث ، حدّثنا أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : سجد النبي صلىاللهعليهوآله بالنجم
________________
(١) انظر : الجامع لأحكام القرآن / القرطبي ١٢ : ٨١.
(٢) سورة الحج : ٢٢ / ٥٢.
(٣) الكشاف ٣ : ١٩.
(٤) مفاتيح الغيب ٢٣ : ٥٥.
(٥) صحيح البخاري ٢ : ٣٢ ، وصحيح ابن حبّان ٦ : ٤٦٩.