٥ ـ
إن ما ينزل به الشيطان قسمان (١)
: إما بأن يفسد أمر الهداية الإلهية فيضع
سبيلاً باطلاً مكان سبيل الحق. أو أن يخلط فيدخل شيئاً من الباطل في
الوحي الإلٰهي الحق فيختلط الأمر ، والقسم الثاني ممتنع ومنفي بما سبق بيانه في موضوع إلقاءات الشيطان ولقوله تعالى : ( يَسْلُكُ مِن بَيْنِ
يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا )
(٢). وهم حراس الوحي يحرسونه من وساوس شياطين الجن وتخاليطهم حتى يبلِّغ ( الرسول ) ما أوحي به إليه ... (٣). ٦ ـ
إن ما يتركه من أثر في النفس يلازمه تضيق الصدر وشحّ النفس ، ويدل على شيطانيته ما يرافقه من اضطراب وقلق وما يلحقه من الخفة والجزع والعجلة (٤). ٧ ـ
إذا كان الوحي الإلٰهي يبني في النفس الإنسانية أساس الإيمان ويختم مسيرتها بالهداية إلى الصراط المستقيم ، فإنّ وحي الشيطان ووعيده ينتهي بالإنسان إلى الخسران والخذلان وتخليه عن أوليائه بعدما يكون قد أسلمهم إلى الضلال ووضعهم على شفا النار ، قال تعالى : ( وَقَالَ
الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ
وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن
دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم
بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي ________________
(١) الميزان / الطباطبائي ٥ : ١٤١.
(٢) سورة الجن : ٧٢ / ٢٧.
(٣) مفاتيح الغيب / الرازي ٣٠ : ١٦٩.
(٤) الميزان ٣ : ١٨١ و ٢٢٠.